26-06-2015 09:25 PM
سرايا - سرايا- قال مسؤولون ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اتصل هاتفيا بنظيره الإيراني مؤخرا لإبلاغه بأن طهران -ان كانت تريد التوصل لاتفاق نووي- يجب ان ترد على الاسئلة الخاصة بما إذا كانت الابحاث النووية التي أجرتها في السابق تتصل بالسعي لإنتاج أسلحة.
جاء هذا الاتصال بعد ان اثار كيري دهشة بعض المسؤولين الغربيين بقوله ان الولايات المتحدة «لا تحصر تركيزها» على أي نشاط ايراني سابق كان لديها «علم كامل» به وانها بدلا من ذلك تتطلع الى المستقبل.
وعبر المسؤولون عن قلقهم من ان كيري يتراجع عن مطلب أساسي في المحادثات تجاهلته طهران باستمرار وقالوا انه يبالغ في معرفة الولايات المتحدة بشأن ما قامت به إيران من نشاط نووي سابق بغية التوصل لاتفاق بأي ثمن.
وبعد يوم من ادلاء كيري بهذه التصريحات في 16 حزيران قال متحدث باسم الخارجية الاميركية ان كلمات كيري أسيء تفسيرها ونفى ان تكون واشنطن تراجعت عن مطالب سابقة بأن تثبت ايران براءتها بشأن ماضيها النووي.
لكن مسؤولين غربيين تحدثا لم يقتنعا بنفي الخارجية الاميركية.
وقال المسؤول الاول «أشك في أنه أبدى بالصدفة تراجعا في موقفه التفاوضي مع الايرانيين.» ويقول منتقدون ان مشاركة كيري المكثفة في المحادثات تشير الى انه يتوق للتوصل الى اتفاق في اشارة الى لهفته لابرام اتفاق وهو ما يمكن ان يستغله الايرانيون للحصول على تنازلات.
وتجاوزت محاولات احتواء الضرر المؤتمرات الصحفية اليومية لوزارة الخارجية الاميركية حيث حاصر الصحفيون على مدى ايام المتحدث الجديد جون كيربي بالأسئلة بشأن هذه القضية. وقال مسؤولون ان كيري اتصل بنظيره الايراني محمد جواد ظريف للتأكد من انه لا يعتقد ان واشنطن تتيح لايران فرصة للخروج من مأزقها.
وقال مصدر غربي قريب من المحادثات «كيري اتصل بظريف وأبلغه بأن الماضي أمر مهم وان الولايات المتحدة تصر على حل قضية الابعاد العسكرية المحتملة في المفاضات.»
وقال مسؤول ايراني ان كيري تحدث الى ظريف مرتين في الايام القليلة الماضية.
واضاف المسؤول الرفيع «جرت مكالمتان من كيري لظريف صحح خلالهما موقفه ... أبلغ السيد ظريف بأنه أسيء فهمه وان الانشطة السابقة مهمة ويجب توضيحها.»
وتابع المسؤول «ذكر أيضا ان ايران يجب ان تثبت براءتها بشأن أنشطتها السابقة. هذه قضية محل بحث ودراسة.»
وأكد مسؤول اميركي رفيع ان كيري تحدث الى ظريف لكنه نفى حدوث أي تغير في الموقف الاميركي بشأن ضرورة أن تثبت ايران براءتها بشأن ماضيها النووي. وقال المسؤول «الولايات المتحدة أوضحت باستمرار موقفنا بشأن الابعاد العسكرية المحتملة وهو موقف لم يتغير.»
كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين قد حددت مهلة تنتهي في 30 حزيران الجاري لإبرام اتفاق نووي طويل الاجل مع ايران تقوم طهران بموجبه بتقييد الانشطة النووية الحساسة لمدة عشر سنوات على الأقل مقابل تخفيف العقوبات.
وقال المسؤول الاميركي ان كيري تحدث أو اجتمع مع وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين قبل السفر اليوم الى فيينا للمشاركة في المحادثات مع ايران كما كان أيضا على اتصال بالاسرائيليين والسعوديين.
وأضاف المسؤول «جرى الحديث في بعض هذه المحادثات عن الابعاد العسكرية المحتملة لكنها لم تكن محور التركيز.»
ويقول مسؤولون قريبون من المحادثات انها ستمتد على الارجح الى تموز وان فرص نجاحها أكبر من احتمالات فشلها.
وتنفي ايران ان يكون لديها طموحات لتطوير أسلحة نووية لكنها رفضت مطالب الامم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم والانشطة النووية الاخرى مما ادى الى فرض عقوبات دولية صارمة.
وقال مسؤولون اميركيون في السابق ان على ايران ان ترد على كل استفسارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بشأن الانشطة السابقة التي قد يكون لها علاقة بأبحاث اسلحة نووية وان بعض العقوبات التي سيتم تخفيفها بموجب الاتفاق النووي المرتقب تتوقف على حل هذه المعضلة.
ويعد موقف فرنسا هو الاقرب من بين القوى الست لاسرائيل والسعودية اللتان تعارضان الاتفاق مع ايران. وتخشى الدولتان من أن يؤدي التوصل لاتفاق مع ايران إلى منحها الحق في مواصلة تطوير قدراتها لصنع أسلحة نووية حتى لو ظلت أنشطتها النووية الحساسة محدودة لمدة عشر سنوات.
ووفقا لدبلوماسي فرنسي كبير فان كيري طمأن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في وقت سابق هذا الاسبوع الى ان الولايات المتحدة لم تخفف موقفها بشأن الابعاد العسكرية المحتملة وان تصريحاته تم تفسيرها بشكل مبالغ فيه.
وقال الدبلوماسي «لو أردنا أن نعرف ما الذي تسعى ايران للوصول إليه يتعين علينا ان نعرف النقطة التي وصلت إليها بالفعل.» مضيفا ان باريس وواشنطن يشتركان في نفس الرأي.
وقالت مجموعة من مستشاري الامن الاميركيين البارزين الاربعاء ان الاتفاق الذي يجري التفاوض عليه قد يكون أضعف من أن يوفر ضمانات كافية بهذا الشأن.
وتوقع أولي هينونين وهو خبير نووي بجامعة هارفارد ونائب سابق لرئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تكون مسألة الابعاد العسكرية المحتملة آخر قضية يتم حلها في المحادثات. وقال انها قضية لا يمكن التغاضي عنها.
ومضى يقول «إنها دولة على أعتاب ان تصبح فعليا دولة نووية. لذا لا يمكنك ان تنسى الجانب العسكري للموضوع». وتابع هينونين «لست مضطرا لان تعرف كل شاردة وواردة بشان البرنامج السابق. لكن يتعين ان تعرف المدى الذي وصلت إليه (إيران).»
وكان مسؤولون قريبون من المحادثات قالوا قبل عدة أشهر ان القوى الست تضغط على ايران كي تكف عن المماطلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكنها لن تصل الى حد المطالبة بالكشف الكامل عن اي نشاط عسكري سري من جانب طهران لتجنب افساد الجهود المبذولة لإبرام اتفاق تاريخي.