27-06-2015 09:55 AM
سرايا - سرايا - يرى القاص والكاتب المسرحي حسين أبوالهيجاء أن الرواية الآن هي الأكثر طلبا لدى القارئ العربي، والأكثر تسويقا من القصة والشعر، لافتا النظر إلى أن ما تشهده الساحة العربية من أحداث جدير بالاهتمام وهي مادة زخمة رغم ضبابية الرؤيا فيها، فكثيرا ما يلجأ الكاتب إلى المواربة في نصه، أو التعويم -وهذا يُضعف النص- أو التريث ريثما تنجلي بعض الأمور أوالحقائق، خوفا من الوقوع في الخطأ. «الدستور»، التقت القاص أبوالهيجاء، صاحب الجموعة القصصية «أرض يباس»، وحاورته حول تجربته الإبداعية وحول قضايا إبداعية وإنسانية أخرى.. ] منذ إصدار مجموعتك القصصية الأولى «أرض يباس»، لم نر لك اصدارات جديدة، هل هذا عائد الى عدم الرضا عما ينشر، او ثمة مراجعة لما قدمت؟ - ثمة حالة من التردي على مستوى تعاطي الادب والفنون على اختلاف ألوانها في مجمل الساحة الثقافية العربية، ولكن بنسب متفاوته وإن كان بمجملها دون المستوى الذي يليق بنا كاصحاب لغة عميقة، وبات الكاتب يكتب لنفسه او لزملائه، ما ولد حالة من الاحباط والنكوص، وأحيانا هجرة ملكة الكتابة ومغادرة الحرف، والمؤسسات المعنية لا تلتفت الى هذا الوضع، فالكاتب خارج حساباتها. أما بخصوص توقفي عن الاصدار فإن أي مبدع دائما يبحث عن الجديد ولا يريد تكرار نفسه، بالنسبة لي لدي ما يقرب من ثلاث مجموعات قصصية إلى جانت اعمال مسرحية ورواية مخطوطة، لكن أين الناشر؟ لماذا لا تكون هناك دار وطنية للنشر والتوزيع تعنى بالمبدع الأردني وتسوق أعماله؟ ] يقال إن الكتاب الجدد للقصة القصيرة لم يواصلوا بناء ما بدأه الرواد من جهة التقنيات، هل ترى الأمر كذلك؟ - قد أتفق مع هذا التشخيص، ولكن بنسبة، أرى أن القصة القصيرة لها خصوصية تطور أكثر انفتاحا عن الرواية مثلا، وان الرواية الآن الأكثر طلبا لدى القارئ العربي والأكثر تسويقا من القصة والشعر أيضا، وهنا أريد أن أتحدث عن فنيات السرد القصصي، فالقصة يمكنك اللعب بجملتها وأسلوبها وصياغتها وتراكيبها من حيث التكنيك والبناء الدرامي، وكل ذلك في اطار انها رواية مكثّفة، وهناك تطور ملحوظ في هذا الشأن، يمكن اعتبارة بناء على ما بدأه الرواد، ولكن وقع الخلل ولا يزال، عندما أسيء فهم خصوصية وحِرَفية القصة المكثفة، وراح البعض يعتبر أن صياغة سطر أو أثنين يمكن اعتباره قصة مكثفة، وهو أقرب لأن يكون خاطرة او حكمة أو مَثَل، وأحيانا مجرد اجترار لتراكيب لغوية أقرب الى السريالية، فلا تجد بناء دراميا، ولا تكنيكا في الصياغة ولا ايٍّ من عناصر القصة، ما يفقدها أن تكون مثلا رواية مكثفة، وهذا الأسلوب جعل الكثير من الهواة يستسهلوا هذا الدرب حتى أصبح شائعا، وأصبحنا نتساءل «أين القصة القصيرة»! ] شهدت معظم الساحات العربية حراكا شعببا واسعا، برايك، هل واكبت القصة القصيرة هذا الحراك وارّخت له إبداعيا؟ - دعني أقول على استحياء، ما تشهده الساحة العربية من أحداث جدير باهتمام الأقلام واجترارها على ألوانها، وهي مادة زخمة من حيث الأحداث والمواضيع والعناوين، ولكن لم تأتِ النصوص، لا من حيث الكم ولا من حيث المادة ورسالة العمل الادبي بمستوى الأحداث، قد يكون هناك سلة من الأسباب، بالاضافة الى الأسباب السابقة على أهميتها، هناك سبب الضبابية في رؤية الاحداث، وكثيرا ما يلجأ الكاتب إلى المواربة في نصه، أو التعويم -وهذا يُضعف النص- أو التريث ريثما تنجلي بعض الأمور أوالحقائق، خوفا من الوقوع في الخطأ، وقبل القصة هناك القصيدة التي هي أسرع عادة في مثل هكذا أمور، ومع ذلك نرى شُحاً في النصوص الشعرية التي واكبت و تواكب الاحداث، لكنني على قناعة أننا على قيد اصدارات ومنشورات في هذا الأمر بكل الوان الأدب والفنون بعد أن أصبحت الرؤيا اكثر وضوحا. ] كتبتَ المسرح، والقصة القصيرة، ومخطوطات روائية، أين تجد نفسك في هذه الابداعات الادبية؟ - المسرح أبو الفنون، وأجد استرسالا لذيذا عندما أكتب المسرح بغض النظر عن الموضوع ولغة وأسلوب الكتابة، وأقول استرسالا، لأن ملعب المسرح أوسع من حيث التكنيك والبناء الدرامي، وهذا الأمر ينعكس على الرواية بنسبة ما، أما القصة القصيرة ومن حيث أنها رواية مكثفة تجد الخيارات أكثر ضيقا، ويلغي حالة الاسترسال إلى حد بعيد، ما يتطلب مهارة أكبر في التكنيك ومخزون أكثر من المفردات، وحرفية أعلى في الصياغة هذا التعقيد، وهذه الصعوبة تستهويني لأنها تقول لي ومع هذه الخيارات الضيقة انتج مني رواية مكثفة جدا تلامس وجدان وعقل القارئ و تعبر عنه مهما كانت جنسيته أو مكان اقامته أو ظروفه، وتثير الانفعال والتفاعل والتشويق السلبي أو الإيجابي فضلا عن الدهشة، وهنا أجد ذاتي كَقلمٍ يشهق