بقلم : د. ناريمان عطية
نشم رائحة رمضان نستنشق عبيره ونتضلع هواءه كما يتضلع المعتمر ماء زمزم، نستشعر به كالدم يسري بالعروق، ليصل لكل عضو من أعضاء الجسم ويمده بالحياة...فتحيا به النفوس وتتجدد القلوب... ترى الايادي تتسابق لتتصدق، لتزكي، لتعمل وجبة افطار، والأجساد تقوى وتتحد لصلاة تراويح، لتتهجد، والعقول تفكر؟؟؟ كيف تظهر الابتسامة على الوجوة، وتجعل القلوب تنبض فرحًا، والأرواح تشتد شوقًا لقراءة القرآن وختمه، والقلوب تمتلئ محبة وحنان وعطف...تزاد الهمة ويكثر الخير والعطاء والترابط والتلاحم، شعور وإحساس واحد يمتلك الجميع، صيام بسحور وفطور، وامساك عن المحرمات والابتعاد عن الشبهات...
للحظة...ننصت لنسمع تلك النغمات في قلوبنا وتلك الرنات في عقولنا..ونرى وميض الامل يبرق أمام عيوننا وأشعة مشرقة تنير طريقنا.. برحمة واسعة ...بمغفرة ...بعتق من النار...برضى الرحمن...بقبول بالارض...بتوفيق من الله، إنها بركات شهر تحن له الشهور يجددنا كما يجدد المطر ماء النهر لتقوى قلوبنا وتشتد عزيمتنا ونشحن بطاقة ايجابية، ونختزنها طول عام مقبل نسير بها فهي زادنا...لنعمل...لنبدع...لنعلو...ونرقى ماهذه العظمة وماهذه الحكمة انه الله جل وعلا بعظمته وجلاله...
وإني أسال الله لكل من قرأ كلامي أن يديم السكينة والسعادة في بيوتهم وقلوبهم والامان في دروبهم والابتسامة على شفاههم والنور في وجوههم والصحة في أبدانهم، والتوفيق طريقهم وأن يجعلني واياكم ممن شملتهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار بالصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم