01-07-2015 09:51 AM
سرايا - سرايا - قلة هم من لم يشاهدوا حلقة للممثل الفلسطيني عماد فراجين، أو من لم يتداولوا واحداً من مقاطعه الساخرة، ضمن برنامج «وطن ع وتر»، ليس فلسطينياً فحسب، بل وعربياً أيضاً.
الشاب العشريني، الذي استطاع خرق التابوهات الاجتماعية بجرأة لافتة، وبلهجة محكية وروح ساخرة، يقول ضمن ردّه على من استاء من بعض مقاطع عرضه في فندق الإنتركونتننتال في عمّان، خلال شهر رمضان الحالي «إن تُركت التابوهات الثلاثة: الدين والجنس والسياسية، فليس ثمة شيء يستحق المناقشة. لم نقدم ما يمكن وصفه بالتجاوزات، بل على العكس كنا الأكثر تحفظاً مقارنة بعروض أشقائنا اللبنانيين في أعوام سابقة. كل ما قدّمناه كان ضمن السياق ولم نفتعل شيئاً، وفقاً لما نرى. ثم أن الكوميديا تتطلّب خروجاً عن النص في مرات وارتجالاً، لا سيما أنها ستاند أب كوميدي، ما يعني أن السليقة تلعب دوراً مهماً فيها».
مهّد «وطن ع وتر»، الذي يدخل عامه السادس ونيّف، الطريق لبرامج فلسطينية كوميدية، بعد أن كان عائق اللهجة الثقيلة حائلاً من دون انتشارها، بالإضافة للمزاج الفلسطيني الذي تغلب عليه في مرات السوداوية في ظل الظروف السياسية المعقدة. كان أن تمكّن فراجين على وجه التحديد، إلى جانب فريقه المكوّن من الممثلة منال عوض والممثلين خالد المصو ومحمد الطيطي، من قلب المعادلة بالكامل، وإن كان ثمة تكرار في بعض الثيمات، وفقاً لما يلاحظه الجمهور. يعلّق فراجين «نسعى لابتكار الجديد خلال ثلاثين حلقة رمضانية لم نتوقف عنها سوى العام الحالي؛ نظراً لانشغالاتنا الفنية، لكن في الوقت ذاته نحرص على وجود شخصيات بعينها في كل موسم كشخصية عايد على سبيل المثال. ما عدا ذلك، لا أحسب أن ثمة تكرارا لدينا، بل ننقّب عن كل جديد في السياسة والمجتمع الفلسطيني».
في وقت يرى فيه جزء كبير من جمهور «وطن ع وتر» بأن فراجين وفريقه وقفوا بالمسافة نفسها من جميع الفصائل الفلسطينية، فإن قسماً آخر يرى بأن ثمة مداهنة مع رأس الهرم في السلطة الفلسطينية، وبأن الأمر أشبه بما يقدمه الفنان المصري عادل إمام في مرات، حين ينتقد الأطراف كلها فيصل بالمتلقي لنتيجة أن من يمسكون زمام الأمور حالياً هم «أفضل الموجود». عن ذلك يقول فراجين «لا أظن بأني قدمت في أي حلقة كانت محتوى مداهن لطرف ما. لقد انتقدت الجميع بمن فيهم السلطة الفلسطينية، بل السلطة أكثر من غيرها، وقد تم منع العرض ومن ثم إعادته. لست عدواً لأحد، لكني أحرص على النطق باسم كل فلسطيني، وأنتقد من دون قدح أو تشهير. وبالمجمل، فإن عملية الانتقاد من خلال الكوميديا كانت غير سهلة في البداية، لكن فيما بعد جرى تقبّلها واستيعابها».
بعد أن قام فريق «وطن ع وتر» بجولات فلسطينية عدة، في مناطق الخط الأخضر والضفة الغربية، دشّن هذا العام جولاته عربياً والمُستهلَّة بعمّان، ما يطرح سؤال اتساع صدر الدول العربية لانتقادات فراجين التي تعدّ أساساً للكوميديا التي يقدمها. يقول «لم نواجه تضييقاً عربياً خلال تنقلاتنا، على العكس ما لاحظناه هو احتفاء عربي بنا، بيد أننا نحاول تناول الأوضاع العربية بعقلانية ونضج؛ ذلك أن رقعة الدم أكبر من مناقشتها حالياً».