02-07-2015 01:23 AM
بقلم : د. مفلح فيصل الجراح
ظاهرة عند البعض من الأردنيين تتمثل في سهولة كيل الاتهامات والشتائم على الشخصية العامة، وعدم احترام حرية الآخرين فيما يحبون أو يكرهون أو يؤيدون أو يعارضون ، فكل من اختلف معهم برأي أو فكرة أو حول شخصية عامة ؛ يتهم بالنفاق والتسحيج ، والطامة الكبرى أنهم لا يحيدون عن أسلوبهم هذا مهما تكلمت معهم ، أو ناقشتهم ، أو حاورتهم إلا ما رحم ربي ، وتبرز هذه الظاهرة كثيرا على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية وغالبا ما يكون ذلك تحت أسماء مستعارة ، لأنهم يعرفون بأنهم سيلاحقون قضائيا إذا ثبت عدم صحة اتهاماتهم وادعاءاتهم
والطامة الكبرى أن أولئك الذين يكيلون التهم والشتائم لا يملكون من الحقائق شيئا ، فقط يملكون تعليقات وشتائم ما انزل الله بها من سلطان ، ولا احد يتصدى لهم خوفا من أن يسب أو يشتم من قبلهم ، لأولئك أقول كفى عادتكم هذه ، وكفى اعتداؤكم على مواقف الآخرين وحياتهم ، حتى ولو كان الشخص المستهدف رجل عام ، أو مسئول رفيع المستوى ؛ فهذا لا يسمح لكم اتهامه عشوائيا ونعته بأسوأ الأوصاف ، لا بل يتعدى الاتهام لمن يؤيده أو يلتقي مع مشروعه بأقبح الألفاظ ، وأسوأها ، ويُحكم عليه سلفا بالنفاق ، ظنا منهم بأنهم سيصبحون بذلك أبطال بعيون الآخرين، فيا أخي الكريم افهم الآن انك حر فيما تريد وأنا حر فيما أريد ، ما لم تعتدي حريتنا على حرية الآخرين ؛ أو نعتدي بحريتنا تلك على مشاعر ومواقف غيرنا دون تحري أواثبات ، وانتهى الخلاف .
دعونا لا ندع للمزايدة على الوطن مكانا بيننا ، فكلنا محب ومخلص لوطننا ومليكنا ، أفلا يكفي هذا الحب وهذا الإخلاص على فرض الاحترام بيننا ، والالتقاء بالكثير مما يجمعنا ، نعم نقبل النقد الموضوعي الهادف ، ونلتقي لتبادل وجهات النظر المختلفة بيننا ، دون أن ننسى أننا لسنا محكمة لإصدار الأحكام بحق غيرنا ، بل نجتمع لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن بعيدا عن التشهير والذم ، بنهج تسوده أجواء مفعمة بالحوار الهادئ الرزين، والنقد المهني النظيف اللذان يهدفان إلى تصحيح المسار والعودة به إلى دائرة الحق .
وبهذا النهج العقلاني والمنطقي نعمل على محاربة الفساد والمفسدين ، فمن ثبت بجُرم ذلك فله جزاؤه وبئس المصير ، ولا حسافه عليه ، ولكن ليس بشتائمنا نجرم من نريد أو نحتكر رأينا فيما نريد أو نصادر رأي الآخرين لمجرد أننا نختلف معهم ، فلا أنا ولا أنت مخول بإصدار الأحكام فهناك جهات متخصصة بذلك ؛ تبين الحقيقة بمهنية عالية وعدالة جليلة نحترمها جميعا.
فدعونا نعطي أنفسنا مجالا للعودة إلى الحق ، فالاعتراف بالخطأ فضيلة ، ونبتعد عن الجدال البيزنطي المقيت ، ونؤمن بوسائل الإقناع طريقا بيننا كل يدلي بدلوه دون تجريح أو إساءة ، ونترك مقولة عنزة ولو طارت ، لأنها لم تطر ولن تطير أبدا .
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
02-07-2015 01:23 AM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |