حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,27 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12778

نصوصنا بين الناقد والـ(لا ناقد)

نصوصنا بين الناقد والـ(لا ناقد)

نصوصنا بين الناقد والـ(لا ناقد)

08-07-2015 10:00 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - ساحتنا الإبداعية ساحة يغلب عليها الشعر، والنقاد لدينا كما كتاب الرواية والقصة شعراء معروفون شعراء خفيون، يحتلون مساحات من المواقع الالكترونية تحت مسمى القصة أو الكتابة النقدية فيملأونها بالشعر. ومن المعروف أن الشاعر هو القارئ الأول والناقد الأول لنصوصه، ويختلف موقف الشاعر من نصوصه عنه عندما يقف منها موقف الناقد، فالشاعر يكتب بانفعاله بينما الناقد يقرأ بأدواته النقدية وعقله، وهنا يكمن الاختلاف. ليست هذه مقارنة بين الناقد والشاعر، وإنما ملاحظة لا بد منها لتعزية النفس بمواقف ضعفاء النقاد من القصيدة الجديدة عندما تكون لغتها الشعرية مغايرة أو متجاوزة السائد. أذكر أنني عندما كتبت قصيدة «الخيل» في منتصف السبعينيات لم تكن ساحتنا الأردنية تهتم بالتجريب، وكانت حديثة العهد بقصيدة التفعيلة، ولم تعرف قصيدة النثر إلا بأضيق الحدود، بالتحديد بداية السبعينات، حيث أول قصيدة تنشر في الصفحات الثقافية هي قصيدة «الهزيمة.. الحب.. الجوع» العام 1972 في الصفحة الأدبية لصحيفة «عمان المساء»، التي أشرف عليها في ذلك الوقت الناقد إبراهيم خليل- ولم يكن نال الدكتوراة بعد- لقد تأخر ظهورها في الأردن برغم أن من روادها الشاعرة ثريا ملحس والشاعر والروائي جبرا إبراهيم جبرا منذ أوائل الخمسينيات، كما نشرها خارج البلاد أواخر الستينات الشاعران مصطفى أبو لبدة وعز الدين المناصرة. كانت ساحتنا الأدبية بطيئة الخطوات نحو الحداثة الشعرية، ففهمت الشعر الحر أنه مجرد تحرر من القافية دون تطوير لغة القصيدة، واحتدم الصراع شديدا بين من بدأوا يكتبون قصيدة التفعيلة ومن تشبثوا بالأوزان الخليلية بصرامة، ولم يكن للتجريب متسع، فرفضوا قصيدتي الطويلة « الخيل « التي فيما بعد طبعت مرتين ببيروت، وناقشها عروضيا أستاذ العروض بالسوربون الدكتور جورج بوهاس مع طلابه بباريس عام 1985. والنقاد في ساحتنا شعراء، منهم من له تجارب شعرية كبيرة، ومنهم من يكتب الشعر خفية لأن حسه النقدي يعي مستوى لغته، ويريد أن يكون ناقدا مهما يبدع نصا نقديا واعيا على النص الشعري، ويكون وعيه النقدي بمستوى النص العالي وربما يقف منه موقفا أبويا. نحن في حال نقدية متمايزة بين الشعراء النقاد والنقاد الذين آثروا أن يبدعوا نصوصا نقدية راقية فاخفوا هواجسهم الشعرية من جهة، وبين صنف ثالث من النقاد لم يف لقصيدته ولا لنقده، فبقي مراوحا بين النقد والشعر، دون أن يكون ناقدا مبدعا يرتفع الى مستوى النص أو شاعرا يرتقي الى مستوى الإبداع، لكنه غارق في أوهامه الإبداعية الفاشلة، يراوح دون النقد ودون الشعر. لقد تحول هذا النوع إلى عائق في طريق النص الجديد، عائق بمفاهيم نقدية سطحية ونصوص شعرية متخلفة اتخدها مقاسيا لأدواته النقدية المثلومة. إننا نعاني من هذا الصنف، يشد قمصاننا إلى الخلف بقسوة ..، ولكن لنا في نقادنا المبدعين أصحاب التجارب الإبداعية المتقدمة ملاذا مكينا إزاء أولئك الذين يعيشون أوهامهم الإبداعية الفاشلة. -








طباعة
  • المشاهدات: 12778

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم