08-07-2015 10:02 AM
سرايا - سرايا - في الأمسية الثانية التي نظمتها بلدية إربد الكبرى، مساء أول أمس في بيت النابلسي التراثي، قرأ عدد من الشعراء: أمين الربيع، آمال القاسم، سمير قديسات، ود. قاسم محمد صالح، قصائدهم وسط حضور لافت في الأمسية التي أدارها خلدون العزام. القراءة الأولى استهلها الشاعر أمين الربيع صاحب ديوان «كُن»، عبر مجموعة من القصائد من مثل: تطلعات الى غد مجهول، وجه آخر للطبيب، حضرة، تصحيف، فردوس، والمحروم. قصائد تجلّت في روح الشاعر وإنثيالاتها التي ترسم صورا بانورامية حول جدلية الحياة وفلسفتها بلغة عالية التقنية. قصائد قرأت دواخل الإنسان وتطلعاته في عالم مسكون بالتناقضات والألم، عالم مجهول المصير، وقرأ قصائد أخرى قصير محكمة البناء واللغة المكثفة المشكتبة بعالم المرأة وأسئلة الواقع، قصائد الشاعر لاتخلو من النفس الصوفي والبوح الشفيف تجاه الحياة والإنسان. من قصيدته «حضرة»، نقتطف هذا المقطع: «مثلَ الحقيقةِ في دُوارِ الأسئلَةْ/ شاهدتُها مالتْ/ فمالَ القلبُ ميلَ السُّنبُلَةْ!/ أَرْخَتْ قداسَتَها على ظِفرِ الظَّلامِ/ فمِلتُ عنها جاهِداً/ أَستذكِرُ «السَّبعَ المثاني»/ وروى «مجاهيلُ الثِّقاتِ» بأنَّها/ تزدادُ طولاً/ مثلَ أغصانِ النَّباتِ/ ومَيسُها/كالمدِّ في القُرآنِ». ومن قصائده القصيرة التي وسمها بعنوان «فردوس»، يقول في إحداها: «كتبتُ بعضَ صوتها/ بلا افتراءْ/ على عُروقِ الماءْ/ فأنبتَ الربيعْ/ ما يُشبهُ الإصغاءْ/ لها/ في هدأةِ المساءْ». القراءة التالية كانت للشاعرة آمال القاسم حيث قرأت اكثر من نص شعري، مثل: خبز الشمس، صيحة القيامة، ولوجان خفيان..، سنبلة تهدهد بندقية» قصائد عاينت في طقوس المرأة وخصوصيتها وكما تجادلت مع الواقع المرير ومبحرة في المادة التاريخية والتراثية التي اسقطتها على أجواء قصائدها. قصائد أبحرت في الذات الشاعرة وأوجاعها بلغة حميمية لا تخلو من البناء المحكم والصور الشعرية اللافتة. من قصيدتها «سنبلة تهدهد بندقية»، نقتطف هذا المقطع: «كيف لعذراءَ تعدو/ بين العساكرِ/ تقطعُ ألفَ باعٍ وباع/ كيف لزقزقةِ الطفولةِ تغدو/ فوق ركاماتِ الأطلالِ/ وكوماتِ الشهداء/ يا ابنةَ الأحرارِ/ يا معلقةً في رقابِ الأولياء/ حطّي .. هنااااا ما بين ضلعٍ في تجاويفي/ وما بين الذراع/ اعبري التاريخَ ونفقَ الحكايا/ علِّقي على مشارفِ الانتظارِ/ أحلامَ الصبايا/ كيف أحملُكِ ويحملُني/ إلى منفايََ اليراع/ تدغدغُني البلاغةُ والحروفُ/ فأعودُ إلى موطنِ أوراقي/ لأرسمَ من دمعٍ ودمٍ/ قصيدةً صماء/ وتُشهَرَ في وجهِ الجياع». الشاعر سمير قديسات استذكر في قصائده الشهيد معاذ الكساسبة، وشاعر الأردن عرار، ورثى الأمة العربية بقصيدة أسمها «عظم الله أجر الأمة العربية»، وكما قرأ مجموعة من القصائد الشعبية التي تفاعل معها الحضور لاقترابها من نبضه واحساسة من خلال لغتها المحكية المعبرة عما يجول في الانسان. من قصيدة لها بعنوان «إذا ما التقينا»، نقتطف هذا المقطع: «تخبئ كل الدقائق أوجاعها/ تذوب كما شمعة في الظلام/ تؤجل نصف العتاب/ وتمسح نصف العتاب/ بحلو الكلام/ إذا ما التقينا/ تهرول كل اللغات الى نومها/ يطيب الغرام. واختتم الشاعر د. قاسم محمد قصائد القراءات الشعرية بعدد من قصائده التي تأملت عمق التاريخي الإنساني ضمن حواريات حول حواء بلغة موحية ومعبر عن وجع المرأة وجراحاتها وسكناتها. قصائد كلاسيكية أخلص فيها الى عمود الشعري العربي، وكما عرّج في إحداها إلى «ليلى» المعشوقة، راسما أوجاعها وأحاسيسها. -