08-07-2015 12:26 PM
بقلم : فيصل تايه
أن الرزق بيد الله وحده ، وأننا مهما سعينا في طلب الرزق فلن يأتينا إلا بما كتبه الله ، وما ينقصنا الإيمان والقناعة والرضى، وفي مقالتي هذه لا ادعو على الاطلاق الى محاسبة الناس ومحاربتهم في رزقهم ، فالله جل في علاه هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ، وما دفعني للكتابه بهذا الخصوص ما نلحظه هذه الأيام تحديداً ومع اقتراب عيد الفطر السعيد من فوضى للاسواق وانتشاراً للبسطات العشوائية وبصورة مكثفة والتي يعمل أصحابها في ظروف استثنائية صعبة طلبا للرزق ، ولكن لا شيء يبرّر انتشار هذه البسطات بشكل غير منظم ومؤذي للجميع وبقائها تتعدى على الشوارع الرئيسة ، لتفرض وجودها بصورة غير حضاريه او قانونية بل ومزعجة للوسط التجاري .. ذلك ما يسبب فوضى في العرض وانفلات في السوق والتسوق وخاصة في الكثير من الشوارع في العاصمة عمان وأمام الكثير من التجمعات التجارية الهامة .. حيث أن هذه القضية متكررة منذ سنوات وتتأزم خلال الشهر الفضيل دون إيجاد الحلول وتوفير البديل المناسب , رغم دور أمانه عمان الرقابي .. لكن البعض لديه وجهات نظر مغايرة وهي أن إزالة البسطات في هذا التوقيت غير مناسب على الإطلاق فنحن في موسم وهناك من يعتمد على هذا الوقت في رزقه وخاصة الكثير من التجار الذين يسوقون بضائعهم من خلال تلك البسطات لتعويض كساد الأسواق طيلة أيام السنة ، وزيادة العرض للمواطنين من السلع الشرائية المختلفة توفيراً لمتطلبات واحتياجات الأسر .
نعي تماما أن الناحية الإنسانية يجب أن تكون حاضرة في هذه المسألة ... والمسؤولية تقع في كل الأحوال على كاهل الجهات ذات العلاقة .. وهذا يعكس غياب المؤسسية وغياب الموظفين المؤهلين لتطبيق القرارات بجدية وفي الوقت المناسب فلدينا طبع تسويفي وربما ما هو فوق التسويف ، فكل القرارات الحازمة تتعثر لان وراءها محسوبيات معروفة وهو ما يجب الالتفات اليه وأخذه بالحسبان فالآليات المناسبة لا تقل أهمية عن صوابية القرارات... لكن لدينا آليات تنظيمية معطوبة ولا أظنني أتجنى هنا على احد ، فما بالك بتمييع القرارات وتأجيلها الى أوقات حسب مزاجية المسؤول ، القضية لا تبعد كثيراً عن انفلات البعض والتغاضي من بعض الجهات المعنية وتغييب القانون وإتاحة الفرصة لأصحاب الأسبقيات والخاوات بالتمترس والسيطرة واحتلال كثير من الاماكن في مناطق هامة من العاصمة عمان والمحافظات مع حرصهم على الفوضى للتمكن من جمع مستحقاتهم وخاواتهم ونسبتهم من أرباح الغلابى ، هؤلاء هم الأولوية وليس أصحاب البسطات الذين لن يشكلون مشكلة لو وجدت آلية سليمة لنقلهم وبديلاً مناسباً لتمركزهم .. فنقل البسطات من الشوارع قضية تطلبها الحداثة التنظيمية ووجه عمان الحضاري ومددنا ومحافظاتنا .. من هنا يجب أن يترسخ في أذهان الجميع ان المشكلة ليست فقط في أصحاب البسطات الذين يبحثون عن أرزاقهم .. بل المشكلة في مستغليهم من التجار أيضا أصحاب المتاجر والمشكلة الأساسية بالطبع في التسيب والبعد عن الرقابة والخارجين عن القانون الذين نراهم يبرزون برؤوسهم من وراء كل حادثة، فالقضية هي أم المشاكل وخالتها .
وأخيرا فانني أشكر كل الجهود الطيبة التي تجعل من العاصمة عمان الحضارة وجها مشرقا للاردن وشكرا للحملات الأمنية ومتابعة أمانه عمان بالشكل المكثف الذي لمسناه أخيراً في محاصرة ذلك الخلل الذي يجب ان يشكل أولوية هامة يجب التركيز عليها باستمرار .