08-07-2015 01:42 PM
بقلم : جروان عبدالله المعاني
دفقات الشعور والرغبة الجامحة لتغيير شكل القصيدة والبحث عن كل ما من شأنه التأثير في المستمع واستعمال العناوين الكبيرة في الكتابة رسالة تعهدت ان احملها دون احداث اي فوضى في بنية الكلمة وتراكيب الجمل ، فتأتي عبارة (خلي السلاح صاحي) لتقتل الفكرة الرئيسة الداعية لنبذ الدم وإراقته على الطرقات بحجج واهية تارة تكون حجة دينية طائفية وتارة اخرى دفاعاً عن القائد الفذ الهُمام وتارة يكون الدم سببه الجوع والفقر والحرمان فاصرخ للقتال ضد تقاليد بالية فرضت سواداً قاتماً شل مجتمعاتنا وجعلنا نعيش تخلفاً حقيقياً أورثنا العقم الفكري.!!
على مدار اعوام الوعي ، التي عشتها وصرت اميز فيها مرامي الكلمات صرت اشتاق للعودة الى نداءات قادتنا التقليدية كندائهم للقتال ضد المستعمر والدعوة لمحو الامية والتمسك بالأخلاق الحميدة والاستعانة بالشعب لشد البطون والانطلاق نحو العمل لبناء البلاد والتركيز على زراعة الارض وإنتاج المواد الغذائية الاساسية كالقمح والابتعاد عن انتاج واستهلاك المواد الكمالية واستيرادها فما حاجتنا لـ ( 2 كغم من غشاء البكارة ) يقال انها تكفي لإعادة العذرية لأكثر من 3 ألاف فتاة فقدت عذريتها بسعر يصل ل600 دولار للقطعة وتستخدم لمرة واحدة ..!!
يكاد رمضان هذا العام يمضي حيث لا نكهة فيه ولا تغيير ايجابي يأتي محمولا على أكتافه ، فالجريمة بمستواها وحالات الطلاق تتزايد وحوادث السير اودت بأرواح بريئة وكلفت ألاف الدنانير وما زالت صور الطرود وأصحابها تملأ الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي والخيام الرمضانية والتكيات تشير الى حجم الفقر والعائلات المستورة ليأتي الخبر الحكومي بأن سعر طن القمح قد ارتفع 12 دينار وان التكلفة الحقيقية لكيلو الخبز تبلغ 35-40 قرشا وبأن الاردنيين يستهلكون يوميا 8 ملايين رغيف خبز وبالتالي فان الدعم الحكومي يشكل عبئا على الخزينة ومع ذلك لن يرتفع ثمن الخبز على المواطن ..!!
ان مسئولية المثقف الكاتب تكاد توازي مسئولية الجندي الصامد على الحد لحماية الوطن والمواطن من المجهول، لكن المصيبة عندي اني ما عدت ادري من هو العدو الذي يجب ان اقاتله، أهي اسرائيل التي تحتل الارض وتقتل وتنهب ، ام هم الدواعش الذين لا دين لهم ولا مذهب ، ام الناهبين لأرزاق الشعب المتطاولين على القانون حيث انتفخت جيوبهم وزاد عدد الفقراء فمقابل كل ثري جديد تجد زيادة غير عادية في عدد الفقراء ممن كانوا يسكنون في الطبقة الوسطى من المجتمع ، فإذا ما صرخ احدهم (بلا) وجاء على ذكر احد المهمين تعرض للمسائلة وربما للتوقيف ، ففي بلد مثل السعودية مثلا يوقف ويتم اعتقال مقدم برنامج تلفزيوني وضيفه لأنه نصح بالصراحة في نُصح ولي الامر ، وفي الاردن يعتقل شاب بتهمة الاساءة لدولة صديقة وفي مصر يتم اغتيال مدعي عام الدولة ويمنع النشر حول الموضوع ، كل ذلك يأتي ضمن عمل ممنهج يقول ان القيادة دوما احكم وأكثر ادراكا للحاجات الامنية بما يخدم المصلحة العامة ..!!!
الموت والتعصب والحقد والكراهية صارت كلمات مرادفة للحرية والعدالة والتغيير فانتشرت (قوانين تشرعن) للثأر والفتن والتفنن في الكبت والقتل وصار كل حديث عن نبذ العنف ثرثرة غبية لن تؤدي لتغيير شكل القصيدة ولن تؤدي رسالتها ومع ذلك يبقى الأمل في القائد المُلهِم المُلهَم ...!!