24-08-2008 04:00 PM
إلى أخي العزيز عاطف الكيلاني : أخي العزيز عاطف ، لك مني الشكر والتقدير الدائم بلا انقطاع ، لكل ما تكتبه وتبحث في سطورك المضيئة قضايا وهموم عالقة !! من ناحية هجومك على المسلسل !! فهو عمل عظيم وفيه من الرسائل الادبية والاجتماعية والاخلاقية الكثير مما نفتقده في عائلاتنا وتجمعات أهلينا الجافة المجحفة تماماً بحق المرأة بالذات ، وإن كنت أنا شخصياً لم أهتم بمتابعة المسلسل بسبب جفاف مزاجي النازف عن البحث عبر الفضائيات إلا عن الموت والجراح واستغاثات المظلومين ، فقد تطلعت يا أخي الغالي عاطف باتجاه التقاط ساعة مسائية رغماً عن أنفي وأنوف الأعصاب المشدودة للبحث عن دمعة سامطة احللها واسبابها ، وقد فوجئت بانني أعثر على مواقف تتعلق بقانون الأسرة والمرأة والطفل وحقوق الامهات ، وللحق أنني عثرت على اسلوب راق في النص الدرامي للمسلسل قل أن يكتبها في سيناريوهاته كاتب معاصر !! شدتني الحلقة التي بكى أعاد فيها الممثل مهند طفله المسمى باسمه لوالدته المحروقة القلب ، لتربيه وتحتضنه وترعاه وتحنو عليه قائلاً : ربيه في احضانك فأنت أالأم وأنت التي تسطيعين رعايته ، بشرط عدم مغادرتك لاسطنبول لأشارك في رعاية طفلي !! هذا موقف واحد ... ولو تسنى لي الوقت لكتبت لك عشرين موقفاً نموذجياً يتعلق بشأن الأسرة وحرمان الامهات من أطفالهن ومحاكمنا تشهد الويلات !! الزوجة المقدسة لدرجة التسامح الأنموذج مع تصرف زوجة الاب الحانية على الطفل اليتيم ( محروم الأم المطلقة ) فانا أعتبره يتماً بكل المقاييس ، ورعاية ابن الزوجة السابقة في كنف الحنان ، لدرجة أنها تاخذه لرؤية أمه المطلقة الباكية لتراه وتفاجأ بخطفه من قبل زوج الأم ومحاولة السفر والهروب من المدينة اسطنبول إلى ألمانيا ، وجنون الاب مهند لضياع طفله ، وفي نفس عدم الانتقام من زوجته نور لتسرفها الإنساني والعطوف ، وقد أعيد الطفل لوالده ، وعاد وفكر وحلل وتعهد بتربية طفله في كنف الأم التي لا يمكن لأي أم أو خالة أو زوجة أب أن تربي طفلاً هو في موقع الضحية !! هذا غيض من فيض في المسلسل ، ولكن الأمور الاخرى من ترف وجمال وطبيعة تركية خلابة ، فأنت تعرف أن الأردنيين يمضون في تركيا اجمل عطلاتهم السنوية ، نظراً لروعة الطبيعة المفطورة من الخالق ، والتي لا يستطيع المنتج أو المخرج تشويهها لاجل عيون العرب واللاذعين في النقد قبل التأمل في النص !! أما بالنسبة للشاب الاشقروذي الشفاه الحمراء الغليظة والشعر المدهون فهو في رأيي ليس السبب في حب المشاهدين للدراما هذه ، وهو كشكل ومظهر لا ثراء ولا افتتان في مظهره أبداً بالنسبة للرجال ، وإنما الدور المعطى له لتمثيله غير من مظهره بربط جوهره وجوهر النص للمشاهدين ولم تختلط وتشتبه الامور على الناس بل اشتبهت على الاقلام المتسرعة ، ومنذ تلك الحلقة التي رايت فيها علم الاجتماع والاخلاق في بعض السلوكيات والتصرفات اصطدت سمكة المسلسل ولن أقتلها في بحر الظلمات من النقد المتسرع الهدام !!! فعلينا قبل القتل أن نبحث عن الكائن الحي بكل المقاييس في العمل ، وإلا فنحن لا نحسن سوى الهجوم المجرد من اي سلاح !! وللشيوخ الذين تفرغوا للهجوم على المسلسل ( نور ) اقول تفرغوا للهجوم على مغتصبي عائلاتكم واهليكم واطفالكم وهبوا لمقدساتكم المعلن عن هدمها وركزوا جرافات اعتراضاتكم على قضايا امتكم ، فليس مسلسلاً اسمه نور هو عدو الإنسانية والاوطان ، وليس هو قنوات الأفلام الخليعة والجنسية والراقصة الممهورة بالتعري الكامل الذي يغزو بيوتكم ، فعليكم أن توازنوا بين ما يعرض في فضاء الغزو الثقافي الشامل وبين ما يحمل هبات ولو نزرة من المثاليات الإنسانية والاجتماعية ، وهذا ما استطاع الكاتب مشكوراً تقديمه للناس ، وهذا ما تمكن المنتج والمخرج والكادر الفني من تصويره في استوديوهات أو فضاء طلق على الطبيعة ، وللعلم يبقى أفضل ألف مليون درجة من المسلسلات الامريكية التي غزت المجتمعات العربية وشكلت ذاكرة منفتحة على الثقافة الجنسية الأمريكية منذ أربيعن عاماً ، ومن لا يتذكر بيتون بليس في السبعينيات ؟ وكيف كان كان المجتمع بتلفزيوناته الاسود والأبيض يقارع المساء على فنجان قهوة بانتظار القصص الامريكية المخلة أكثر من ( نور ومهند ) بيتون بليس ودالاس والجميلة والوحش والرجل الاخضر والمحققتان وبيت صغير على التلال والقائمة لا تتوقف الآن فتابعوا مسلسل الرئيسة الذي يشوه العرب والمسلمين ويهاهجمهم وينعتهم بالقتلة والمتخلفين والإرهابيين ويتناولهم بالتخصيص دون مواربة !!! لطفاً كفى عبثاً بالفراغ وتعبئته بالغث من أجل الغث الممزوج بالرجولات والعنتريات ، وساجلس لانتقاء بعض الإيجابيات الاخرى اليوم ولن أضيع عمل عامل في المسلسل وساضع إصبعي على اسرار عشق الناس لهذا النص العابق ببعض الاخلاقيات الراقية والتي اتضح أن المشاهد يظمأ للعدالة والمحبة والتعاطف والحنان ، ويظمأ للمودة والرافة في حياته فلجأ للبحث عن ذلك في ملامح مهند ونور ، بصفتهما يعطيان بعض ماء هذا الظمأ للأسرة الواقعة تحت أحمال العنف والضرب والظلم ، وبالتخصيص ظلم الازواج لزوجاتهم وهضم حقوقو أطفالهم !!!! ولنا اسوة في الإيجابيات والجماليات والاخلاقيات وبعض حقوق لطيفة من اجل عيون الاسرة الجريحة مثلاً !!!
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
24-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |