بقلم :
حديثا غادرت سيما بحوث رئاستها للمجلس الأعلى للإعلام والذي يجهل معظم الشعب أهداف هذا المجلس الشكلي وعبئ بمستشارين وموظفين أكفاء . دون عمل فعال بعد محاولات تعويض وزارة الإعلام مؤسسيا، ومن ظن ذلك لم يكن يمتلك أصلا عقلية إعلامية حديثة ترفض أن يستقل الإعلام الأردني وينطلق بمعطيات حديثة تنهض بإعلام دولة معتدل يجمع بين مطالب الشعب وأساسيات الدولة . وبصدق ومحبة نتمنى من معالي ناصر جودة ألا يحول الإعلام الأردني حقلا للتجارب . فمرة يلغي فكرة المركز الأردني للأعلام ويجد الأذن المستمعة المنفذة من قبل رئيس الوزراء والسابق ومن ثم يؤسس دائرة للاتصال والتي لليوم لم نفهم ما هية هدفها أو نجني ثمارا حقيقة تتعدى مهمة الرصد التي من الممكن أن تقوم بها طالبة في الصف العاشر. وكما سمعنا فإن الدائرة تبحث عن وضع استراتيجية ،مع أن الأمر سهل جدا ولا يحتاج لكل هذا العناء فالإستراتجية يجب أن تأتي من الاسم ولكنها أسماء كالتي سبقتها ! فمهندس الإعلام الأردني الذي لا نظن أنه معجزة زمانه الإعلامية والذي سلم المهمة لسكرتيرته الخاصة دون ان نحصد نتاجا حقيقيا بالوصل بين الإعلام والحكومة فبعد أسابيع قد نشارك في دفن المجلس الأعلى للأعلام وهكذا دواليك دون أن نسعى لوضع مفهوم واضح لما تريد الحكومة من الإعلام سوى زيادة مخزون معالي ناصر جودة من المناصب وتعيين أصدقائه في أي شاغر إعلامي يقوم هو بإفراغه وليست قضية المركز الأردني للإعلام ببعيدة . ثمة خطأ قاتل يحصل في الأردن وهو احتكار المناصب لشخص دوما تقتنع الحكومة بأنها تطمئن عندما تضع في طل منصب يقترب من تخصصه وذلك على حساب قيادة المؤسسات ويستحيل أن يصب في مصلحة الوطن ، فباختصار شديد عندما يفشل شخص ما في قيادة مؤسسته أو مركزه أو يكون ضعيف الأداء فكيف نوسع مهامه ونزيد من أحماله في بلد مليء بالقدرات والإمكانيات العلمية والمهنية. حتى لو تتمكن ألا يعيق هذا عمله فمثلا نقيب الصحفيين يشغل رئاسة تحرير الرأي والنقابة وعين أخيرا مستشارا في المجس الأعلى للإعلام ولا نريد أن نقلل من كفاءة أبي عدي ولكنه انسان له قدرة معينة لن تتحمل المناصب القادمة على الطريق . تصب الخطورة في الحكومة نفسها ومسشاريها الإعلاميين الذين يسعون دوما لتقديم أصدقاهم ومن تعجبهم كتاباتهم في أي اجتماع يعقدونه ،لذا تجد أي وزير أو وزيرة يسارع للرد على أي هجوم يأتي من كاتب أو صحافي بينما لا يحاولون التجاوب مع أي نصيحة يوجهها أحد لهم ، وحتى لا أكون بعيدا فقد كتبت مقالا دافعت فيه عن هجمة مهند على وزيرة الثقافة ولفت انتبناها لأخطاء وعراقيل نواجهها في وزارة الثقافة وسلمت المقال لمستشارها الإعلامي محمد الملكاوي ولكن دون أن أتلقى أي جواب لأن الوزيرة ومستشارها لا يهتمون في مصلحة الوزارة بل في سمعة عاجية يحاولون أن يتحلون بها . هذا لا ينعكس على الوزارات بل على تفكير الحكومة ككل ،فهم يريدون إعلاما طبال زمارا يمدحهم ليلا نهار ، ويتعامل معهم كمصدر للإعلانات ومدح للمسؤولين –طبعا للمعارف وليس الكل – وابر تخدير بصناعة مؤسسات إعلامية هلامية على نفقة الشعب يُرضون مدراءها ويضعون بها بعض الموظفين من المرضين عليهم إعلاميا و غير الضالين حكوميا . تناقشت مرة في أحد المؤتمرات مع السيد جرير مرقة حول اهتمامات التلفزيون الأردني والتي أقلها هم المواطن والفنان الأردني وتاريخنا ، وحاول الدكتور جرير مرقة شن حربا لفظية ضد مداخلتي يشكك بي وبمستقبلي .. فذكرته أني كنت أتصدى بمقالاتي لبعض الكتاب العرب الذين هاجموا وطني وملكي بينما تلفزيونه مشغول بإغداق دنانيرنا على برنامج الفرصة وعلى الإعلامي طوني خليفة بينما يتضور الفنان الأردني جوعا ويجهل المواطن تاريخ بلده ومدنه ورجاله . ما حدث للتلفزيون "" وما تعانيه الجاليات الأردنية في قطر جراء مقالات تحريضية يكتبها البعض تقربا لقناة العربية ومعظمهم من كتاب الحكومة المخلصين ،والتحريض الذي تم على حركة حماس وجعلوها كأنها حزب "الليكود " من كتاب مقربين جدا للحكومة حتى سنجد مسافة واسعة بتقريب وجهة النظر للكثيرين بعد المفاوضات التي تجرى حاليا. وتضليل الشعب بقضية أرض دابوق ومهرجان الأردن تخلي التلفزيون التي يديره تقريبا معالي ناصر جودة عن الفنان الأردني تجعلنا نطالب بقوة من رئيس الوزراء قبل إلغاء أي مؤسسة إعلامية أن يغير الوتد الإعلامي فليس كل حبال الإعلام ثابتة من وراءه . وقبل الخروج أشكر التلفزيون على برنامجي الدكتور خالد جبر وسميح المعايطة ويحدث اليوم حتى لا نظلمه كثيرا .
Omar_shaheen78@yahoo.com