15-07-2015 11:28 AM
سرايا - سرايا - "ما حدث كان خطأ تم إصلاحه".. كان هذا تعليق القيادي في جماعة الإخوان المسلمين أحمد رامي على منع الشيخ محمد جبريل من إمامة الناس في الليلة التالية لليلة الـ27 من رمضان، والتي ألهب فيها مشاعر المصلين ومن بعدهم المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، بدعاء خصص جزءا كبيرا منه على الظالمين والإعلاميين الفاسدين.
ويشير رامي بتعليقه الساخر إلى ما دأبت عليه السلطات من منع الأصوات المعارضة لها أو التي تظنها كذلك، معتبرا أن عودة الشيخ جبريل لإمامة المصلين بدا وكأنه خطأ من السلطة وانحراف عن النهج الذي اعتادته قبل أن تسرع لإصلاحه والسير على طريقتها الأولى.
ورغم إعلان جبريل عقب صلاة تراويح الليلة الماضية أنه سيؤم المصلين مجددا بالليلة التالية، فإن وزارة الأوقاف كان لها رأي آخر، حيث شن وزير الأوقاف محمد مختار جمعة هجومًا على جبريل، بسبب ما اعتبره "تجاوزه في حق الدولة، وتطرقه للحديث عن الأمور السياسية" أثناء دعائه بليلة القدر".
وتحدث الوزير عن جملة من العقوبات بحق الشيخ حيث أوضح أنه "تم اتخاذ قرار بمنع جبريل من العمل بأي مسجد داخل مصر ومحاسبة أي شخص يمكنه من مخالفة هذا القرار، وسنقوم بتحرير محضر ضده، بموجب الضبطية القضائية، وسنخاطب التلفزيون المصري بعدم إذاعة أي تسجيلات له والدول العربية بعدم استضافته أو السماح له بممارسة أي أعمال بمساجدها".
وزاد الوزير على ذلك بأن وصف جبريل بأنه من أصحاب الوجوه "المتلونة التي تتلاعب بعواطف الناس، لذلك فنحن اليوم أعدناه مرة أخرى للجلوس في منزله".
وحظي دعاء جبريل بليلة الـ27 باحتفاء واسع من قبل معارضي الانقلاب العسكري، فاعتبر كثيرون أنه قصد في دعائه على الظالمين الدعاء على الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ورجال دولته. وعجت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات مؤيدة ومشيدة بموقف الشيخ، في مقابل تعليقات منتقدة من جانب مؤيدي السيسي.
وبعد أن كانت جنبات المسجد ومحيطه والشوارع المؤدية إليه جميعها ممتلئة بالمصلين في ليلة الـ27، انسحب أغلب المصلين في الليلة التالية بمجرد تأكدهم من منع جبريل من إمامة الناس للصلاة بالمسجد.
ويري الباحث الشرعي محمد فتحي النادي أن هذا المنع "نتيجة طبيعية لخوف الدولة من تأثير دعائه غير المتوقع، وجرأته التي أذهلتهم، فجعلتهم يعودون لسيرتهم الأولى في منعه كما منعوه العام الماضي، لأنهم تخوفوا كذلك من تُجرئ جرأته كثيرا من الأئمة فيصنعون تيارا عاما ضد النظام".
وقال النادي إن شهر رمضان الماضي الذي كان الأول عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، شهد تضييقا كبيرا على الأئمة في المساجد، ونزل تعميم من الأوقاف بعدم الدعاء على الظالمين، معتبرا السماح لجبريل بإمامة الناس في مسجد عمرو بن العاص هذا العام "تنفيسًا عما يجول في صدورهم، رغم أنه معروف بموقفه الرافض للانقلاب".
بدوره، قال أستاذ الشريعة بالجامعة الإسلامية بماليزيا رجب أبو مليح "إن التفاعل الكبير مع دعاء الشيخ جبريل يأتي نتيجة لشعور المسلم المصري بلوعة الظلم وتطاول الظالم وانتشار ظلمه حتى بلغ كل بيت، بمن فيهم من ساروا في ركابه" مضيفا أن ذلك يأتي بعد أن "تخلى عنهم بعض رموز السلفية الذين كانوا يعولون عليهم في الشدائد، وبعض العلماء الرسميين الذين مشوا في ركاب الظالمين، حتى فقد الناس الثقة في العلماء".
ولم يقل التفاعل مع منع جبريل من الإمامة هذه الليلة، عن التفاعل مع دعائه الليلة الماضية. ومن ذلك ما قاله عبد الله الشريف الناشط ضد الانقلاب "رسمياً وقف #الشيخ_محمد_جبريل عن الإمامة في مساجد مصر بأمر من الدولة بعدما أوجعهم بالدعاء، مجرد دعاء على الظالمين لم يسمِ واحدا منهم باسمه ولكن "اللي على راسه بطحة بـ يحسس عليها".