حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,23 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30162

ضعف التعليم الجامعي .. التحديات والمعيقات

ضعف التعليم الجامعي .. التحديات والمعيقات

ضعف التعليم الجامعي  ..  التحديات والمعيقات

15-07-2015 12:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فيصل تايه
اننا ومن خلال واقع نلمسه جميعا عبر متابعاتنا لأبنائنا الطلبة الذين يدرسون في الجامعات الرسمية وغير الرسمية ومعاناتهم من تدهور مستوى الأداء الأكاديمي في بعض كلياتها ، لنجابه بها الحقيقة الغائبة أو المغيبة عن تفكيرنا أو أننا نتناساها ، فمن الأسباب الأساسية التي أدت إلى هذا التدني لمستوى الطلبة بجامعاتنا يعود إلى ضعف مستوى بعض الأساتذة الجامعيين الأكاديمي والذين تم تعيينهم في جامعاتنا على غير الأسس المعروفة ، فهذه القضية تحديداً والمتعلقة بتدهور مستوى طلبة الجامعات من سنة لأخرى تمتد إلى سنوات خلت ، ولو أننا نقول أنها محصورة لدى بعض الأساتذة الجامعيين الذين اتخذوا من الجامعة مصدرا للجاه والسلطة والسيطرة وفرض الذات على الطلبة ومجتمعهم ، ما تسبب انتكاسة لمستوى التعليم الجامعي ، حيث كانت وتكون نتائجها وخيمة على المستوى العلمي الأكاديمي والبيداغوجي ، وما يترتب عنها من مخرجات هدامة .
اننا نطالب وزارة التعليم العالي بحملة تطهير واسعة في الجامعات ، وخاصة لأساتذة ودكاترة وباحثين بشهادات كارتونية لا تحمل غير الاسم ، واللذين كانوا سبباً في جعل بعض الجامعات تغرق في آفة ضعف التسيير وغياب الكفاءة والعدالة .
ان الأستاذ الجامعي هو الركن الأساس الذي تقوم عليه العملية التعليمية في الجامعات ، فكيف إذا أصبح عاجزا عن أداء مهمته على أكمل وجه ، ويكون السبب في تدنّى مستوى التعليم العالي تدنيا كبيرا ، إضافة إلى وجود العديد من المعيقات والأنظمة الإدارية والمؤسسية الجامعية التي تسهم في ضعف هذه العملية ، والتي تتحكم في بنية الجامعة وعلاقاتها وقيمها وسير التعليم فيها إضافة إلى غياب الديمقراطية وروح الحوار الأكاديمي الخلاّق ما يولّد نوعا من الاستبداد والرغبة في التطويع والمناكفة الذي تمارسه بعض إدارات الجامعات أو الكليات ضد أساتذتها وطلابها ، ما يخلق جوّ القلق والتوتر لدى أطراف العملية التعليمة فيجد الواحد منهم نفسه فاقدا لحريته ، وعاجزا عن الإسهام في التغيير والتطوير وتتشكلّ في أعماق هؤلاء الأستاذة كراهية دفينة ، وتقاعساً في الادء أمام استبداد الإدارات الجامعية ، و تتعطل طاقاتهم الإبداعية، وملكاتهم وقدراتهم على العطاء العلمي والمعرفي والبحثي المنظّم ، التي اكتسبوها بفضل مسيرتهم الطويلة .

إنني أضع اللوم بهذا الخصوص على رئاسات الجامعات ومجالس عمدائها التي تبتعد عن الدور الرقابي وتترك بعض أساتذة الجامعة ـ ضعيفي النفوس ـ الذين انحرفوا عن طريق المعرفة و الفضيلة والبحث العلمي المبدع ، إلى طريق الفساد والصغائر في أحيان كثيرة ، إضافة إلى السلوكات غير اللائقة و بخاصة مع طالباتهم ، وفي علاقات مشبوهه ومحرمة ، والأدلة كثيرة وواضحة يضاف إلى ذلك النقص العلمي والمعرفي ، مبتعدين عن تطوير قدراتهم ، حتى وبعد أن يحصل الكثير منهم على شهادة الدكتوراه لا يكلفون أنفسهم بتطوير معارفهم وتحسين قدراتهم وترقية ذواتهم اكاديمياً ويكتفون بالمسمى فقط .

كما وليس خفياً على أحد ان الكثير ممن حصلوا على شهاداتهم العلمية العالية من بعض الجامعات المعروفة ، والتي تمنح درجات الماجستير و الدكتوراه لغير مستحقيها ، أو تبيع هذه الشهادات أحيانا ، ليعودوا بشهاداتهم وبأبحاثهم المسروقة أو المزوّرة ، ليصبحوا أعضاء هيئة تدريس في الجامعات وهم يفتقدون إلى المعارف الأساسية و الضرورية في تخصصاتهم العملية والاكاديمية .

الغريب أيضا أن تعمل بعض الإدارات الجامعية لسنوات ، من دون أية تغذية راجعة او أية متابعات أكاديمية ، ترقب وتتابع من خلالها أداء أساتذتها ، كما لم تفكّر وزارة التعليم العالي أو مجلس التعليم العالي أو مجلس أمناء بعض الجامعات في استقراء آراء أعضاء الهيئات التدريسية حول جوانب حياتهم الأكاديمية والوظيفية دون خوفٍ منهم، أو تخويفهم .

انني على اطلاع على كثير من ممارسات البعض المحسوب على جامعاتنا العتيدة ويا للعار ونحن نجد البعض منهم ضمن ممارسات خطيرة تسهم في تخلّف التعليم الجامعي وتفسده ، من خلال لجوء بعض أساتذة إلى السرقات الأدبيّة ، إذ يسطون على أبحاث غيرهم ، وينشرونها بأسمائهم ، وفي ظلّ هذه أجواء يطفو على السطح الأستاذ الجامعي الهزيل علميا ، غير المعطاء ، ويتراجع الأستاذ الجامعي المبدع الباحث النشيط ، ويصاب بالخيبة و الإحباط وللأسف .

إننا نعاني بالفعل من عدم مراعاة أي جانب من جوانب العدل والحق والمساواة ، في تعينات بعض الجامعات لكوادرها التدريسية من الاساتذه الجامعيين ، بل تتدخل الوساطة والمعارف الشخصيّة والمحسوبيات والعلاقات غير النظيفة في هذه التعيينات، وتعمل لجان الاختبار على خرق هذه الشروط وتهميشها، وتعيّن من لا يستحق، وتبعد الجديرين والمتميزين علميا ومعرفيا وهذا واقع بات معروفاً ولا يمكن إنكاره على الإطلاق .

واخيراً فان المشكلة أصبحت في جامعاتنا ذات أبعاد كثيرة، ومنبعها أنّ كلّ واحد منّا يفتخر، وحُقّ له الفخر بجامعاتنا التي حققت سمعة رائعة ، ومنجزاً رفيعاً ، وصارت منافِسةً على المستوى الإقليمي ، ونخشى إن التعليم العالي في جامعتنا بدأ يترنح بفعل العديد من الأسباب التي ذكرت والتي ستفقده اعتماده وتميزه ، ما يسهم في إيجاد مخرجات هزيلة وسلبيه لا تلبي حاجة المجتمع او سوق العمل وتنذر بفساد لا حدود له .
والله من وراء القصد








طباعة
  • المشاهدات: 30162
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم