15-07-2015 01:15 PM
بقلم : عاهد الدراويش
الربيع العربي الغير موفق
هناك الملايين من المواطنين العرب لجئوا الى الشوارع بكافة اطيافهم وفئاتهم ومشاربهم السياسية وايدولوجياتهم الفكرية ، الاسلام السياسي والقوميين العرب واليساريين وكافة القوى الوطنية .
هذه الملايين بكل مكوناتها خرجوا مطالبين بالكرامة والحرية والعدالة واظهروا الحقيقة للعالم وحصلوا على احترام العالم بهذا التصرف الحضاري والذي اثبت للعالم ان هناك كتلة حضارية عربية تؤمن بالمواطنة والتعددية السياسية والحزبية وهنا اؤكد ان هذه الثورات شعبية حقيقية مطالبة بالتغيير وكان هناك ترابط حقيقي بين كل فئات الشعب - إسلامي ، يساري ، مستقل ويميني وكافة الفئات الاخرى . الا ان هذا الاتفاق الشعبي أدى الى نتائج سلبية قاتلة ، لان الجميع كان متفق على الاطاحة بكل انظمة الحكم الدكتاتورية ابتداءا من حسني مبارك وزين العابدين ومعمر القذافي وبشار الاسد لكن للأسف تم تجييو هذه الثورات لتصبح دمارا على الأمة لأسباب عدة :
١- لان الغرب والصهيونية العالمية لا تقبل ان تُمارس الدول العربية الديموقراطية الحقيقية ، وهي تعمل ايضا على ان لا يكون هناك استقرار في المنطقة فركبت موجة الثورات لصالحها .
٢- لم يكن هناك مشروع وطني بين الشعب متفق عليه لعدم وجود قيادات قادرة على ان تقود هذه الثورات في الاتجاه الصحيح ، وللاسف لقد لعب النظام العربي مع نظام الفلول بما يسمى بالثورات المضادة لإجهاض هذه الثورات والعودة الى الماضي .
أتمنى على الحكومة ان تتعاون مع القوى السياسية وذوي الخبرة والأحزاب لوضع قانون انتخاب عصري يتفق عليه الجميع وكذلك ان تتفق الحكومة والأحزاب والقوى السياسية على صياغة برنامج سياسي اقتصادي حقيقي يشعر المواطن الأردني بأن الحكومة جادة فعلا بالإصلاح ، فكل ما يهم المواطن الأردني ان يعيش في وطنه بكرامة وان يحصل على قوته ووظيفته وان تحفظ كرامته ليعيش مواطنا كريما في بلده وان يوفر له كل احتياجات المواطن الاساسية من كهرباء وماء وغذاء ودواء .
أتمنى ان يشعر المواطن الأردني انه يعيش في ظل دولة مدنية تراعي حقوق الجميع دون استثناء لكي يبقى الوطن بمنأى عما يدور بمحيطنا العربي .
اللهم ادم علينا نعمة الأمن والامان .
حمى الله الوطن من عبث العابثين .