18-07-2015 12:05 PM
سرايا - سرايا - ما زال السؤال الذي يُحيّر صنّاع القرار في تل أبيب يتعلّق بالتعويض الإسرائيليّ الذي ستتلّقاه الدولة العبريّة مقابل التوقيع على الاتفاق النوويّ بين مجموعة دول (5+1) والجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، ووفق أحد السيناريوهات التي بات الحديث يدور عنها في تل أبيب، فإنّ التعويض الأمثل هو اعتراف المجتمع الدوليّ بضمّ هضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة لإسرائيل.وبحسب هذا السيناريو، الذي يقوده سكرتير الحكومة الإسرائيليّة السابق، فإنّ الحرب الأهليّة الدمويّة في سوريّة، والاتفاق التاريخيّ الذي تمّ توقيعه هذا الأسبوع في فيينا يخلقان لإسرائيل فرصة إستراتيجيّة منقطعة النظير لتحظى باعتراف عالميّ على سيطرتها على الجولان، كما قال المُحلل للشؤون السياسيّة في موقع (المصدر) الإسرائيليّ، يوآف شاحام.
وتابع قائلاً إنّ الانتقادات الإسرائيليّة للاتفاق النوويّ الذي تم تحقيقه بين القوى العظمى وإيران هذا الأسبوع في فيينا وصلت إلى جميع أنحاء العالم، وخصوصًا إلى واشنطن. ولفت إلى أنّه ظهرت في كلمات الرئيس الأمريكيّ، باراك أوباما، الذي دافع عن الاتفاق وأوضح أهميته، الحاجة للردّ على مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو. وفي الوقت نفسه، بدأ يتطوّر في الولايات المتحدة وإسرائيل خطاب جديد حول التعويضات التي تستحقّها إسرائيل من الولايات المتحدة ردّا على الاتفاق، الذي اعتُبر من قبل إسرائيل هزيمة إستراتيجية. وتركّزت التقارير حول الموضوع في رزمة التعويضات الأمريكيّة في المجال العسكريّ، والتي ستضمن استمرار تفوّق إسرائيل العسكري في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من الناحية النوعيّة ومن الناحية الكميّة أيضًا.
ومع ذلك، أضاف المُحلل شاحام قائلاً إنّ هناك مَنْ يعتقد أنّ التعويض الأمريكيّ لإسرائيل يجب أنْ يكون على المستوى الجغرافيّ الاستراتيجيّ، وليس فقط على المستوى العسكريّ. وأشار إلى أنّ الأوضاع الدوليّة الراهنة، وفي مُقدّمتها الحرب في سوريّة والاتفاق النوويّ، هي فرصة لإسرائيل لتُوطّد بشكلٍ نهائيٍّ سيطرتها على هضبة الجولان، والتي احتلّتها من سوريّة في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.ولفت المُحلل أيضًا إلى أنّ مَنْ هذه الرؤية في إسرائيل هو سكرتير الحكومة سابقًا، تسفي هاوزر. بحسب هاوزر، فالحرب السوريّة تُشير إلى موت فكرة الانسحاب الإسرائيليّ من الجولان مقابل السلام مع سوريّة.
وأضاف أنّه في مقالٍ في صحيفة (هآرتس) كتب هاوزر أنّ على إسرائيل صياغة نهج استراتيجيّ شامل لا يقتصر فقط على منع نقل الأسلحة السوريّة إلى حزب الله. وحذّر هاوزر قائلاّ: سيكون ذلك فشلاً تاريخيًا إذا ركّزت إسرائيل مجدّدًا فقط على الاحتياجات التكتيكية للأسلحة المتطوّرة، على حدّ تعبيره. وتابع هاوزر قائلاً في المقال المذكور إنّ الوضع الراهن يمثّل الفرصة الحقيقية الأولى منذ ما يقارب النصف قرن لإجراء حوار بنّاء مع المجتمع الدولي لتغيير الحدود في الشرق الأوسط والاعتراف بالسيطرة الإسرائيلية على هضبة الجولان، كجزء من المصلحة العالمية في استقرار المنطقة، على حدّ تعبيره.
وأضاف هاوزر: سوريّة كانت ولن تكون مجدّدا.لقد انتهت صلاحية الاتفاقات التي عرّفت الحدود والدول في الشرق الأوسط بعد الحرب العالميّة الأولى، وستمُرّ المنطقة على الأرجح بسنوات طويلة من عدم الاستقرار. ولفت إلى أنّه في مثل هذا الواقع يجب على إسرائيل أنْ تُعيد صياغة مصالحها الجيو-إستراتيجية – وليس فقط في الجبهة السوريّة – من خلال النظر بعيدًا إلى الغد، وليس عميقًا إلى الأمس. في هذا الصدد، فإنّ الاتفاق النووي الذي تمّ تحقيقه مع إيران قد يُساعد إسرائيل في هذا الحوار. وخلُص سكرتير الحكومة الإسرائيليّة السابق إلى القول إنّه يتحتّم على الدولة العبريّة السعي إلى اتفاقٍ دوليٍّ يقضي على الطموح الذي أسماه بالطموح الشيعيّ العلويّ في السيطرة مجدّدًا على الجولان الإسرائيلي، والذي تبلغ مساحته أقلّ من 1% من مساحة ما كان يومًا ما سوريّة، على حدّ تعبيره. جديرُ بالذكر أنّ إسرائيل قامت في العام 1981 بضمّ هضبة الجولان السوريّة المُحتلّة إلى سيادتها، عبر قانون قامت الحكومة آنذاك بسّنه في الكنيست.