بقلم : الاعلامي عصام العمري
عرفت ابو الوليد حين كنت في بدايات العمل بالاذاعة الاردنية وإن لم يكن عملي معه مباشرة ولكن كانت العلاقة قوية بيننا فهو دمث ومقرب ويجذبك فيه حرفيته العالية وتشعر انك امام مدرسة إن فوتت الاستفادة منها فأنت الخسران الوحيد !

كنت معجباً به لهمته ونشاطه واتذكر حرصه كل صباح على التواجد منذ الساعة الخامسة بالاذاعة للاعداد لبرنامج الصحافة وحرصه على ان يتم عمله مبكراً وتسليم مادته للمذيع ليتيح له قراءتها ولاطلاع عليها !

عرفته مديراً للأخبار منفتحاً غير تقليدي وجريئاً حازماً متواضعاً !
كثيرون تعلموا من سليمان خير الله وانا منهم فقد ساعدني ان اكون مذيعاً محترفاً قارئاً للأخبار ليس بشكل مباشر ولكن من خلال نشرة اخبارية تشبه السيمفونية بسلاستها ورتابتها وسهولتها وتناغمها وتوافقها فكنت تقرأ نشرة اخبار مميزة اذا كان سليمان خير الله مشرفاً على تحريرها !!!!

لا اذكر يوماً ان أغضب أحداً منه وحين اعتدي عليه ذات صباح على مثلث ام الحيران استهجن الجميع ذلك وتعاطفنا معه وكان قلبه كبيراً بحجم عقله ورصانته !
كم تمنيت حين اصبحت مديراً لأكثر من اذاعة أن أحظى بزمالته ليعمل معي لأتشرف بوجوده ولكنه كان قد تعب من المشوار !

سليمان خير الله مثل كل الصادقين والمخلصين الذين يهمشهم الذين يأتون من بعدهم ليس لأي سبب سوى أنهم يخافون من العمالقة والكبار فلا يعودون يريدون " ذكرهم " او وضعهم بالواجهة لئلا يقارن الناس بين اولئك العمالقة الكبار وبين اولئك الصغار الذين يأتي بهم الزمن وسُنة الحياة فيصبحون بمراكز القوى وهم دون ذلك وليس لديهم أدنى مقومات الذكاء!

لو كانوا يدركون دور سليمان خير الله في الثمانينات وما بعهدها واهمية قلمه وتأثيره في المستمع الاردني والعربي لأقاموا له تكريما واوسمة وتفضيلا وهو حيّ وعلى قيد الحياة !
ولكن تباً لمن لا يحفظ للرجال كدهم وتعبهم ونضالهم ودورهم في البناء ويستأثر فقط كل ذلك للأقزام وأنصاف الرجال !

سليمان خير الله نم قرير العين برحمة الله وما عند الله باقٍ وخير وأحسن مما عندهم ،وجزاك الله خير الجزاء !!!!