25-07-2015 10:00 PM
بقلم : فيصل تايه
تحية حب واحترام للأوفياء في هذا الوطن الأشم الذين يمتلك الأردن منهم مخزوناً نادراً من الرجال الذين يقدمون الوطن على كل شيء, ويضعون اعتبارات المصلحة العامة فوق كل الاعتبارات , ويحرصون على مستقبل الوطن في الوقت الذي يتمادى فيه البعض في حياكة المحسوبية حباً لذاته التي أثرت في يوم من الأيام على حساب قوت الموطن.
انهم الرجال النبلاء الذين يترجمون حب الوطن إلى أفعال واضحة للعيان , ويسهرون من أجل مصلحته, ويتألمون لاي طارئ يمحق به , ويشهرون سيوف الرجولة ضد كل من يريد أن يتاجر به , هؤلاء وحدهم غير مرغوب فيهم لدى فئة أدمنت الفساد وعاشت في أوكار المحسوبية وعشقت اللهو الإداري والوظيفي , وامتهنت أسلوب الارتزاق والاحتيال ولو على حساب الوطن.
اننا بحاجة الى اقتلاع بعض الذين يعتاشون على الفتات سحتاً ويقتاتون به ناراً, ويحرصون على مصالحهم الخاصة المشبوهه وصفقاتهم الخاسرة وحين يقترب منهم ابناء الوطن الغيارى يتحوّل أولئك المرتزقة إلى أبواق تنتقم من كل شئ حلو وجميل , بالشتم والسبّ وفبركة الحقائق عبر صحف ومواقع لا همّ لها إلا النيل من الوطن وابنائه الشرفاء.
ان الاردن العظيم يمتلك من الرجال الذين في مخزونهم اعلى درجات الرجوله والنزاهة والكفاءة وفن الإدارة, واللذين لا يمتلكون مفردات الكذب والخداع التي يمتلكها البعض المازوم بل ان في مكنونهم أبجديات الحب والانتماء إلى هذا الأردن العريق ، فقد تربّوا في مدرسة الهاشميين وترعرعوا في كنفها وتعلموا أبجديات الولاء والانتماء والحرية والتواضع والصدق والشجاعة ولم يتعلموا مفردات الاستكبار والاستعلاء والخداع ونهب المال العام وأخذ حق غيرهم في الجاه والمنصب .
ان الوظيفة العامة في بعض مؤسساتنا أصبحت تعتمد على توطيد أركان المنصب والتشبث به ومد جذوره بالارتاجالية والابتعاد عن العمل المؤسسي والتنظيمي والمؤهّلات واللوائح والقوانين المنظمة للعمل وتتصف بالتخبُّط الذي نعيشه في إدارة بعض الدوائر الحكومية التي يعاني بعضها من شح القيادة وعبث المسؤولية بالرغم من ان دولتنا الاردنية هي دولة مؤسسات مبنية على نظم ولوائح تسير عليها الوظائف وتحتكم إلى قوانين تنظم سير العمل والأداء، ويسري مفعولها على الجميع، لكنها احيانا تكون عند البعض رهينة الرفوف والأدراج ولا يعمل بها بسبب العشوائية المفرطة والسير بعقلية الواسطة والمحسوبية والأنساب والأصهار أوعلى أسس مناطقية أو قرابية مقيته ، بحيث تقصى الكوادر والمؤهلات التي تستحق الوظائف والمفاصل الادارية الحيوية ويفضل عنها من ليسوا على قدر كامل من التأهيل والقدرة على ملء مناصبهم والنجاح فيها وتحقيق ما يُفترض بهم أن يحقّقوه، ولتبقى السلبيات والتجاوزات دون رقيب أو حسيب ، وبالتالي تتحول السلبيات إلى فساد ويصبح ثقافة سائدة ، تعلم البعض التواكل والشطارة والاحتيال بعيداً عن تطبيق القانون والالتزام ، مما أخرج الكثير من المؤسسات عن إطارها المؤسسي إلى تخبُّط وعشوائية مفرطة مازلنا نغوص فيها ونعاني منها.
كم نحن بحاجة ماسة الى ثقافة تضرب بعمق ضمائرنا تحوي في مضمونها الابتعاد عن العشوائية والشللية وتسيير الأمور حسب الفزعات والبركة والجاه والارتاجلية والقبلية وغول الوساطة والمحسوبية ، هذا الورم السرطاني الخبيث الذي هو أحد أعمدة الفساد الإداري والمالي ما يتطلب العمل بجدية لمحاربة ظاهرة المحسوبية والفساد وتكوين جبهة وطنية عريضة موحدة تواجه ذلك بكل همة ومسؤولية .
اننا بالفعل نعاني من مخاطر عديدة تؤدي في مجملها الى وقف عملية الإنتاج وتحقيق التنمية الشاملة الحقيقية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حين توضع بعض اجهزة الدولة الإداريه بيد أيادٍ لا تتمتع بالخبرة والكفاءة المطلوبة في الأداء مما سينعكس بمزيد من سيطرة الفساد والمفسدين على العديد من المرافق الخدمية والتنموية ذات الصلة بخدمات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وتعطيل عجلة التنمية الشاملة على المدى البعيد والقريب للوطن.
وأخيرا .. ان لم يكون هناك قرار من أعلى سلطة بأن تجعل من أولويات مهامهما محاربه ظاهرتي الوساطة والمحسوبية واستئصال هذا الداء الخطير .. بالمتابعة والمحاسبة فيظل الوضع قائما لا محالة وسنبقى هائمين في براثن الشر والفساد المستشري بين من باعوا ضمائرهم وارتضوا ان يكونوا في الخندق المقابل للوطن .
والله من وراء القصد
مع تحياتي
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
25-07-2015 10:00 PM
سرايا |
2 - |
مقال يتحدث في الصميم وطالما أن هناك من يحارب المحسوبية والوساطة فاننا لا بد أن نصل الى ما نصبوا اليه.
سلم قلمك استاذ فيصل |
27-07-2015 12:39 PM
سناء أحمد أبو حرب التبليغ عن إساءة |
3 - |
بالفعل يهدد عجلة التنمية
|
01-08-2015 01:26 PM
رافت الطرابشه التبليغ عن إساءة |