02-08-2015 01:31 PM
بقلم : زياد البطاينة
كثيرون من يسيئون استغلال الحريات العامة والمناخ الديمقراطي ويتجاوزون الأصفر والأخضر والأحمر لإشاعة الفوضى والتوتر وإثارة الفتن .كثيرون هم من يستغلون حرية الرأي والتعبير أسوأ استغلال، فيسخرونها لخدمة أغراضهم الخاصة ومصالحهم الذاتية من خلال اتباع أسلوب رخيص لبث الأخبار التي لاتخدم إلا الحاسد والحاقد والمغرض لتمزيق لحمتنا وبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، وتشويه الصورة الحقيقية لهذا الوطن الذي يسمو فوق كل شئ من خلال مباراة أو قصيدة أو منبر شاذ كثيرون من يشوهون كل نجاح على أي صعيد، وكل منجز وطني في أي مجال، بدلاً من تسخير تلك الوسائل الحضارية لمصلحة الوطن أرضاً وإنسـاناً، ولتعميق الوحدة الوطنية، وتبني النقد البناء البعيد عن المزايدة والتعصب لأية انتماءات أو ولاءات غير الانتماء للوطن ووحدته العظيمة ونهجه الديمقراطي .لكي يسهم الخطاب السياسي والاجتماعي فعلا في تعميق الهوية الثقافية الوطنية في أوساط المجتمع الواحد.
وكان الأولى أن يكرس هذا الخطاب لتنمية ورفع مستوى الوعي الثقافي، وتشجيع ملكات الإبداع لدى أبناء الشعب، وترسيخ ارتباط الجميع بقضايا الوطن، والمشاركة الفاعلة في عملية البناء والتنمية، إضافة إلى الاهتمام بتفعيل وتعزيز ثقافة الحوار بين كافة أطياف الشعب وشرائحه المجتمعية لتصبح هي الثقافة السائدة في المجتمع، والأسلوب الحضاري الذي ينظم العلاقة بين الأفراد والجماعات .
ولابد من ،ن يتفق الجميع على أن هناك ثوابت وطنية لا يجوز المساس بها ومرجعيات دستورية وقانونية جميعها تشكل قاعدة صلبة لأي حوار بناء, وأساساً لقواعد العمل السياسي والديمقراطي، وبناء على ذلك يمكن أن يكون الحوار عنصراً رئيسياً في حياة مختلف فئات المجتمع للوصول إلى نقطة التلاقي والتي منها ننطلق ببادرة خير لوطن الخير وأهله . وبناء على ذلك يمكن أن يكون الحوار عنصراً رئيسياً في حياة مختلف فئات المجتمع .
نعم لا شك أن الخطاب السياسي غير السوي الذي ينال من استقرار وأمن وتماسك المجتمع ووحدة الوطن، ويغلب الولاءات الضيقة على المصلحة العامة بقصد أو غير قصد ، يمثل ترويجاً لثقافة الحقد والكراهية التي يسعى المضللون أو المربوطين بكوابل خارجية حتى اصبحوا دمى تحركهم انامل اسيادهم متى شاءوا وكيف شاؤا لتكريسها وتسخيرها لخدمة مآربهم .
والشعب الأردني ليس كما يتوهم البعض شعبا ساذجا وإن كان لفظ طيب أفضل و يمتلك من الوعي ما يجعله يفرق بين من يعمل لمصلحته أو يعمل ضده، على الأقل ومن هذا المنطلق لابد أن يُـرد كيد أولئك من أرباب التشكيك والأكاذيب في نحورهم وأن يكون كل منه خفيرا في موقعه حتى لا يندس مندس أويجرؤ أحدا على تسلق جدرانه العالية كهامات شعبه العصية على كل من يحاول الاقتراب منها.
من هنا لا بديل لإيقاف تلك الممارسات غير السوية سوى تعزيز الوحدة الوطنية التي تمثل السياج المنيع لحماية الوطن من كافة التحديات والأخطار، من خلال الخطاب السياسي المتوازن والممارسات الصائبة .
وتقتضي المصلحة الوطنية العليا أن يكون للخطاب السياسي دور أكثر فاعلية في ترسيخ الوعي بأهمية مختلف القضايا الوطنية، وجعل لغة الحوار هي الوسيلة الأساسية لتعميق روح التآلف والانسجام بين كافة القوى الوطنية حفاظاً على السلام الاجتماعي وعلى الخيار الديمقراطي ورعايته، وترسيخ منطلقاته الفكرية والثقافية والسياسية، وكل ذلك بالطبع يهيئ المناخ المناسب لإنجاز تطلعات الشعب الأردني لتجسيد رؤى جلالة الملك الحبيب في التطور والتنمية .