05-08-2015 10:35 AM
بقلم : المهندس أنور السلامي
استبشر الشعب العراقي خيرا, بما حققه من منجزات كبيرة وهامة, وهي الحصول على سياسيين يمثلونهم في سدة الحكم, بعد التضحيات التي قدمها بدمائه الزكية, لترسم خارطة العراق الجديد, لكن تسرعه بعض الشيء في اختيار بعضهم, وهذا أمر طبيعي لان السجين في لحظه خروجه لشمس الحرية, يفقد بصره لفترة ثم يعود له, وهذا ما حدث بالضبط , ولكن عندما يستمر السجين المحرر فاقدا بصرة فهذا غير مقبول,
السياسيون على نوعين الأول, من يهتم بهموم الناس بعين البصيرة ويسعى جاهدا في إيجاد حلول لها, باتخاذ القرارات الصحيحة والسريعة لخدمتهم, تاركا منفعته الشخصية وحساباته الخاصة جانبا, الثاني يكون كالبئر التي يجتهد الناس في حفرها, بالنهاية يجدونها فارغة, مكشرة عن أنياب في قعرها الجافة, تنهش كل من يحاول الاستمرار في الحفر للوصول الى النبع.
نجدهم منقطعين عن كل ما يجري في بلدهم, من مجريات الأحداث, منهمكين في الصباح بالصراع على السلطة ومنعزلين في المساء بصالات الحفلات, يحيون أمسياتها مع المطربين والراقصات بعيدين كل البعد عن معاناة شعبهم, فهم في وادي والناس في وادِ آخر, ضاربين عرض الحائط القًسم الذي أدوه في قبة البرلمان, تاركين دورهم الاجتماعي في اتخاذ القرارات المناسبة والسريعة, في حل الأزمات والتحديات وحلها تحت قبة البرلمان.
لم يكن لهم دور أو موقف أو مشاركة في العملية السياسية, بل انحسر دورهم في التسلط على أموال الشعب, وجعلها للتسلية والتباهي, ومهامهم مركونة ومعزولة في خزانه النسيان.
لقد نحروا العملية السياسية, وهي ما تزال تحبوا, ليصل شعبهم الى نتيجة! إنهم يحدثون الناس ويعدونهم بأنهم جادين في حل مشاكلهم, ويصدق الشعب شعاراتهم المزيفة, ولكن اللعبة انكشفت والذي فقد بصرة قد عاد له, ولن تنطلي حيلهم عليه مجددا, والشعب يعي من هم, الذين يرون مشاكل الناس وهموم أمورا تافهة, لا تستحق النظر ويريدون منهم إبداء الخضوع والطاعة لما يقولون, وأقوالهم لا تغني ولا تشبع.
يمتلكون أنياباً, غرسوها في أموال الشعب, وأقلامهم في القرارات معطله, وأصواتهم للتصويت لما يخدم الناس ساكتة, أما الشعب لن يسكت على مثل هؤلاء, سيحفر بئرا جديدة يخرج منها النبع لأنه أختار الحياة.