05-08-2015 10:49 AM
بقلم : د. نزار شموط
اعلم يا عزوتي واهلي إنكم ستذرفون الدمع حزناً على موتي , واعلم ان لوعتكم على موتي حرقاً تألمكم , واعلم انكم يا ابناء عروبتي قد استنكرتم وشجبتم , واستجديتم مجلس الامن والمؤسسات المعنية بحقوق الانسان وحقوق الطفل ليصار الى استصدار قرار يدين الجريمه البشعة بحقي .
اقول لكم ان ربي ارحم بي من خنوعكم وانكساركم واستنكاركم , لقد كانت نارهم برداً وسلاماً على جسدي الرقيق , وكانت السنة اللهب شموع اضاءت امامي طريق بديع لن تسلكوه بهوانكم اسمه طريق الشهادة , يقف على جنباته من سبقوني في الشهاده من الاطفال والشيوخ والابطال الذين طالتهم يد الغدر والحقد والقمع الصهيوني .
فلماذا انتم مستغربين ومستهجنين فعلتهم ؟
فهم قتلة الانبياء , وقتلة الشيوخ , هم من دمروا بيوت العزل وهم نيام , هم من هدموا المدارس والمستشفيات , هم من دنسوا المقدسات , وانتزعوا الاشجار ووضعوا بدلاً منها الاحجار لمستعمراتهم .
هم هم هم , وانتم تعلمون جيداً من هم .
إن ما فعلوه لكم يد فيه , فلولا صمتكم وهوانكم وضعفكم وذلكم , ما تجرءوا وفعلوا ما فعلوه ويفعلوه .
هم اتحدوا وانتم تفرقتم , وتنازعتم , وتقاتلتم , هم لديهم ترسانة عسكرية يرعبونكم ويهددونكم بها , وانتم استنفذتم عدتكم وعتادكم في تصفية بعضكم البعض .
هم اتفقوا على ان تتوحد أهدافهم ويشد بعضهم بعضاً , وانتم اتفقتم على ان لا تتفقوا .
فمتى ستعودون إلى رشدكم , وتبتعدون عن غيكم ؟
متى تؤمنوا وتتيقنوا ان اليهود لا تصلح معم لغة المهادنة والحوار ؟
ومتى تتجاوزوا مقولات الخنوع والانكسار بأن العين لا تقاوم المخرز ؟
والى متى ستبقون تجلدون ذاتكم , وتعيشون داخل قمقم الخوف والهوان ؟
ولكن كما قال الشاعر فيكم :
نرضى الحياة على الهوان كأنما
كل المطامع ان نعيش الى غد
ونذل ذلاً للعدى ونجلهم
وننيلهم منا كبير المقصد
هذي النفوس ضعيفة ربت على
ذل الضمير وربقة المستعبد