بقلم : هاشم الخالدي

سأكتب اليوم عن حالة خاصة يمكن بسهولة ان تنطبق على حالات كثيره لأنني اتحدث عن شاب طموح ما زال ينتظر هاتفاً من ديوان الخدمه المدنيه منذ خمسة أعوام ليبدأ حياته الفعلية الا انه يعيش اليوم احباطاً قل نظيره وقهراً يوازي الدنيا بأكملها وظلماً يؤدي في حالات ما ....الى التفكير بالانتحار .

ابراهيم عبدالله عمصي الخالدي _شاب طموح من شباب قرية الحمرا_بني خالد وهي تتبع للباديه الشماليه التي لا يوجد بها حياه اقتصاديه حقيقية .....تخرج عام 2011 من جامعة آل البيت _تخصص ( تمويل ومصارف ) وكان مقبلا على الحياه متاملا ان يلتحق بوظيفه ما كباقي شباب عمان اما في المصارف والبنوك او في احدى الدوائر الحكومية.

انتظر اياماً تلتها أشهر واصبح بعد ذلك يعد السنين وراء السنين وهو ينتظر في منزله برفقة والدته العجوز التي تدعو له بالفرج كل يوم ..وأي فرج؟؟

في منزل الشاب ابراهيم نفسه ... تحمل شقيقتة شهادة البكالوريس (معلم صف)ويحمل شقيقه الاخر شهادة البكالوريس في نظم المعلومات الاداريه وثلاثتهم يجلسون في البيت بلا عمل .. ينتظرون الفرج من ديوان الخدمه المدنيه الذي تنكر لهم وابقاهم حبيسوا منازلهم ينتظر ثلاثتهم هاتفا من ديوان الخدمه المدنيه ..لكنه لم ياتي... كالعادة .

منذ عام فرح ابراهيم الخالدي فرحاً شديداً عندما اصبح ترتيبه الخامس على شباب الباديه في تخصصه وجهز نفسه للتعين في احدى الدوائر الحكوميه بعد كل تلك السنوات التي انتظرها ، لكنه صدم قبل ايام وانتابه شعور بالاحباط لم يشعر به في حياته عندما قام بالاطلاع على تحديث ترتيبه في ديوان الخدمه المدنيه ، ليفاجا بان رقمه اصبح (35) بدلا من (5).

هذا يعني انه سينتظر ربما الى العام 2028 ليعود الى المنافسه في الارقام الأولى للتعيين وهذا بحد ذاته مصيبه.

رئيس ديوان الخدمة المدنية د. خلف هميسات هو صديقي ، لكن الامر الان لا علاقة له بالصداقه والعلاقات الشخصيه . لانني لم أفهم كيف يتراجع ترتيب طالب وظيفة من (5 ) الى (35) رغم انه تقدم على بند الحالات الانسانية في تخصصة نتيجة ظروف الفقر التي يعيشها ونتيجة لظرف اشقاؤة الذين ينتظرون دوراً في التعيين.

يقول هميسات حسب ما فهمت من تصريحاته لسرايا ان مستشارية العشائر هي السبب لأنها دائما توصينا على دعم ابناء البادية للتعيين.
هنا استوقفتني هذه الكلمة، فهل يعني ذلك ان مستشارية العشائر هي من دمرت (ابراهيم) وتسببت بتراجع ترشيحة من الرقم (5) الى الرقم (35) .

بكل الاحوال فإن اي تبرير يصدره ديوان الخدمة المدنية وحتى مستشارية العشائر لن يكون مقبولاً ونحتاج بالفعل الى ان نجد احداً يرد لهذا الشاب حقة المهضوم.
بالمناسبة ... وهو سؤال برسم الاجابة، لم افهم الى الان ما هي الالية التي يعتمدها ديوان الخدمة المدنية في اقصاء فلان ورفع ترتيب فلان ، لاننا اذا بدأنا نتحدث عن وجود ظلم وواسطات في ترتيب التعيينات في ديوان الخدمة المدنية فهذه مصيبة المصائب.. ولا اعتقد ان رجلا بنزاهة الدكتور خلف هميسات يفعلها.
ما اريده ان يعاد حق هذا الشاب حتى لو اضطررت لفتح الف معركة مع اي جهة.. المهم انني لن اسكت على ضيم او ظلم .. لان الظلم ظلمات
الكاتب: مؤسس موقع سرايا
hashem7002@yahoo.com