26-08-2008 04:00 PM
لم أكتب شيئاً منذ فترةٍ لا بأس بها عن التربية وشجونها.. ليس عن تقصيرٍ أو تجاهل، فأنا مستغرق فيها تماماً كأي مواطن.. نحن من ينطبق علينا مقولة ( مولد وصاحبه غايب) وهذا هو حالنا مع التربية التي تمسّ أركان حياتنا جميعاً، لكننا المغيّبون عن كلّ ما تتخذه الوزارة بحقنا.. أبدأ بالقول إن التربية بحاجةٍ ماسّة للتغيير في الذهنية التي تدار بها سواء على مستوى الوزارة أو مستوى الميدان.. كنت عند أحد مدراء التربية الذي لا يجد وقتاً لقضاء حاجته بسبب المراجعين الذين يتوافدون كشلالات متتالية لا يمكن الحدّ منها.. قال لي: كما ترى فأنا يذهب وقتي في الرّد على المراجعين، ولا أجد مجالاً لمتابعة الميدان ( الخربان).. السؤال لوزير التربية الذي يستطيع أن يجيّش العشرات من الإعلاميين والمذيعين لتأكيد أن التربية بألف خير.. لماذا يذهب وقت المسؤولين التربويين في الإجابة عن استفسارات المراجعين؟.. وهل تعلم أن الميدان ( خربان) أم ستبقى تصرّ على أنه تمام.. كيف نفهم أن يكون عبء معلّم في مدرسة ( 18) حصّة.. وفي مدرسة ثانية يصل إلى ( 28) حصّة.. بالله عليك ماذا تتوقع من معلّم أو معلّمة لديه هذا العبء، ناهيك عن التحضير والامتحانات والتقويم وإدخال البيانات وباقي المهام التدريسية التي ينوء تحتها المدرس حاملاً إياها لمنزله من أجل استكمالها.. أيّ عطاء تتوقعه من هذا المعلّم الذي عليه أن يدخل إلى قاعة الدرس خمس مرات وأكثر يومياً.. إنني أقترح أن تجرّب أنت والمسؤولون المتكرشون وراء مكاتبهم بأن تعيشوا التجربة ليومٍ واحد.. والله أعلنها أنكم ستستقيلون في نفس اليوم.. ثم كيف نفهم طلبكم من المعلّمين الالتحاق بالدورات التدريبية المتعاقبة، بعد نهاية الدوام ودون منحهم مجرّد بدل مواصلات أو مياومات، فيما يحصد المشرفون والمحاضرون الذين يتناسلون ويتوزعون المكاسب بينهم.. ألا يستحقون بموجب قانون الخدمة المدنية بدل عمل إضافي؟.. لماذا كلّ هذا الاستهتار بوقت وقيمة وجهد المعلّم؟.. لقد حضرت لقاءً للدكتور مروان كمال وقرأت ما جاء من توصيات اللجنة الملكية لتطوير التعليم.. كان سؤالي: متى سنحترم المعلم ونحترم إنسانيته ونحترم رغباته ونحترم قدراته.. ها أنا أعيد السؤال لمعاليك؟.. معالي النعيمي: فقط سأذكر عدداً من الأمثلة عن مدارسكم التي يندى لها جبين التربية.. 1-مدرسة زيد ابن الخطاب في عمان الثانية.. 2- مدرسة العز ابن عبد السلام في عمان الثالثة.. 3-مدرسة جعفر الطيار والفتح وخالد ابن الوليد والأمير حسن في جبل التاج. 4-مدرسة توفيق أبو الهدى بجبل النصر. 5-مدرسة علي رضا الركابي. 6-مدرسة أم منيع الأساسية. 7-مدرسة خديجة بنت خويلد. 8-مدرسة منصور كريشان. 9-مدرسة ......................... . هل تعلم يا وزيرها عن مدرسة خديجة التي تم إخراج أفعى كبيرة منها، علماً بأنها بناية آيلة للسقوط ومستأجرة وفيها طالبات بعمر الطفولة المسروقة والمحروقة تربوياً.. هل تعلم يا وزيرها عن مدرسة زيد ابن الخطاب التي عاد الطلبة للدراسة فيها ليجدوا صفوفاً بأكملها قد انتقلت ورحلت من المدرسة طبعاً القائمة تطول وتطول.. فأنا لم أخرج من العاصمة لأتجه إلى الزرقاء أو الأغوار أو معان أو المفرق.. أستحلفكم أن أتشرف بمرافقتكم على هذه المدارس كنماذج غير تربوية ينبغي العمل على البحث عن حلول وبدائل تربوية حقيقية.. لكن قبل ذلك أرجوك بأن تتحرى العمل على تغيير الذهنية الإدارية التي تسود داخل أروقة الوزارة..
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
26-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |