حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 20396

تداعيات الجريمة البشعة

تداعيات الجريمة البشعة

تداعيات الجريمة البشعة

12-08-2015 03:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الجريمة النكراء التي ارتكبها مستوطنون متطرفون بحرق منزل عائلة هوابشة في قرية دوما قضاء نابلس واسفرت عن حرق طفل رضيع ووفاته ونقل بقية افراد الأسرة في حالة سيئة وخطيرة الى أحد المستشفيات ،هذه الجريمة البشعة لم تكن الاولى من نوعها ولن تكون الأخيرة .
قطعان المستوطنين في الضفة الغربية منذ اكثر من اربعين عاما دأبوا على ارتكاب الجرائم الواحدة تلو الأخرى ، فترتفع حينها وتيرة الغضب والاحتجاجات برهة ثم ما تلبث ان تعود الأمور لطبيعتها ، فما الذي يملكه هذا الشعب الفلسطيني المحاصر والمحكوم بقوات مدججة بكل انواع الأسلحة الفتاكة ، أن يعمله غير ردات فعل فردية وشعبية قد تقتل مستوطنا او تجرح آخر بسكين او حجر ، اما انتقام العدو وردة فعله تكون عادة اضعاف ذلك ، يبطش كيفما يشاء وهومرتاح البال والضمير ، بأناس لا حول لهم ولا قوة غير الحجر لمقارعته ، وغير ايمان بحقهم في زوال الاحتلال البغيض الجاثم على صدورهم عقودا من الزمن منذ النكبة الاولى حتى يومنا هذا مع الصمود على ترابهم الوطني .
حكومة اسرائيل اليمينية مدركة ان الفلسطينيين في حقبة الربيع العربي بل الخراب العربي ،باتوا لوحدهم في هذا الصراع الذي طال امده الى حد بعيد ، اذ ان معظم الدول العربية كما هو المشهد الذي لا يخفى على احد منشغلة في قضاياها الداخلية ، او لنقل في ورطات لها اول ولا يبدو لها آخر ،ومنها الأنظمة القمعية الاستبدادية المتشبئة بكرسي الحكم ، فوق جماجم ابناء شعوبهم ، التي هبت طلبا للحرية والكرامة وحقهم المشروع في المشاركة في اتخاذ القرار الذي يتعلق بحياتهم ومستقبل الاجيال القادمة من ابنائهم .
في هذا السياق وعلى ضوء ما تناقلته وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي عن تداعيات هذه الجريمة ، لفت نظري ان فتاة يهودية تقيم في امريكا حاليا بعد ان عاشت معظم سني عمرها في اسرائيل، وخدمت مجندة في الجيش الاسرائيلي واسمها( ساريت جاكوبسون) وهي ناشطة في مجال حقوق الانسان ، كتبت على صفحتها استنكارها وسخطها الشديدين لما قام به رعاع المستوطنين ، ووصفتهم بالمجرمين الذين يستحقون اقسى انواع العقوبة على فعلتهم الشنعاء ، وفي نفس الوقت وعلى نفس الصفحة تضامن معها عدد كبير يعدّ بالمئات من اليهود المناهضين للصهيونية وهي واحدة منهم ، وقد علمت من اصدقاء لها يهودا وعربا انها انشأت مركزا ثقافيا يهوديا ومعها مجموعة كبيرة من النشطاء اليهود ايضا لمحاربة الفكر الصهيوني العنصري ، مطالبين بزوال الاحتلال ، وترحيل كافة المستوطنين الى داخل الخط الأخضر ، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، في الوقت ذاته لها اصدقاء وشركاء يحملون نفس الفكر ما زالوا في اسرائيل، وتجدهم يقفون جنبا الى جنب مع النشطاء الفلسطينيين ضد سياسة الاستيطان ومصادرة الاراضي ، ويتم ضربهم وسحلهم على الارض وقذفهم بالغازات المسيلة للدموع واعتقالهم أيضا .
بقي ان اشير الى بعض الاصوات غير المتزنة التي تضغط على الرئيس الفلسطيني ابو مازن لإشعال انتفاضة انتقامية ،هذه الأصوات وللاسف الشديد ينقصها الكثير من الرؤى السياسية والأمنية المرتبطة بالمصالح للعليا ، التي ينبغي لها ان تضع الأمور في نصابها الصحيح بعيدا عن الغوغائية والارتجال ، فأبو مازن هو الأدرى بما ينبغي القيام به ضمن حسابات الدولة ، وليس من منظورحسابات السرايا والقرايا والعواطف الملتهبة .








طباعة
  • المشاهدات: 20396
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم