بقلم : هاشم الخالدي

ساكتب تجربة شخصية ازعجتني خلال الشهر الفائت تحديدا ... فقبل شهر من الان قمت بتسجيل ابنتي ( راما ) في الصف ا لتمهيدي في احدى المدارس الخاصة القريبة من المنزل . دفعت الرسوم شأني شأن جميع الاباء معتقدا ان الامر ينتهي عند هذا الحد من الاستنزاف المالي المرير الا انني كنت مخطئا تماما .

بعد يومين من التسجيل قمت بمراجعة الروضة فاجبرت على دفع مبلغ (60) دينار اضافية وعندما سألت عن السبب قيل لي ( هاي حق الكتب ) ثم اجبرت على دفع مبلغ (50) دينار اخرى بررت لي بانها بدل رسوم تسجيل . داهمني الغضب لهنيهات ثم قفلت عائدا الى المنزل وانا احمل في صدري كما هائلا من الشتائم التي كتمتها بعد غفوه طويلة ايقظتني بعد منتصف الليل ..

ظهيرة اليوم التالي ... لم اكد ادخل المنزل حتى فاجأتني زوجتي وراما بقصاصة موجهة لي من ادارة المدرسة تطلب مبلغ ( 50 ) دينار اضافية صنفت بانها : بدل قرطاسية ورحلات وملابس لعيد الام ... تخيلوا ؟؟؟ زاد غضبي الا انني بدوت امام زوجتي وابنتي راما متماسكا وقمت بدفع المبلغ وانا اقارن وجوه اباء غيري قد يصطدمهم المبلغ او لنقل المبالغ المتلاحقة التي توضع على هامش الرسوم الدراسية والتي تصل الى ارقام خيالية . المهم انني دفعت المبلغ صبيحة اليوم التالي لافاجأ مرة عاشرة عند عودتي للمنزل بقصاصة اخرى من ادارة المدرسة تطلب مبلغ دينارين ( بدل سي دي انجليزي ) وهذا تحديدا قد لا يكلف نسخة (150) فلس في احسن الاحوال ولكم ان تتخيلوا المبالغ التي يمكن ان تجنيها المدرسة لقاء جمع مبلغ دينارين من مئات الطلاب ؟! .

ما علينا .... المهم انني صحوت باكرا في اليوم التالي وذهبت الى مقر الجريدة وتناقشت مع الزملاء في قضية تغول اصحاب المدارس الخاصة في استنزاف جيوب الاباء الذين يضطرون لتسجيل ابناءهم في المدارس الخاصة .

بعد يومين ... وكالعادة قفلت عائدا الى المنزل لافاجأ بقصاصة اخرى ... هذه المرة القصاصه مختلفة تماما : ادارة المدرسة تطلب تأمين كل طالب بمايوه سباحة وطواشات يدوية وصندل بلاستيك وبشكير تبلغ قيمتها مجتمعة اكثر من (50) دينار ولم تذكر القصاصة فيما اذا كان اعطاء هذه المادة التدريسية اجباريا ام اختياريا وهو ما اضطرني لدفع المبلغ مجبرا رغم انني لو خيرت لما قبلت بمبدء حصة السباحه التي قد يقبلها غيري من الاباء وتساءلت عما يمكن ان يطلب مني مستقبلا في القصاصه التي ستأتي لاحقا سيما وان المبالغ التي دفعتها في هذا الشهر كهوامش اضافيه على الرسوم ربما تجاوزرت المائتي دينار؟؟؟؟ هل هذا معقول؟؟؟؟ . .

اقولها الان .. وبكل صراحة بان عدم تدخل الوزارة في تحديد رسوم الطلبة في المدارس الخاصة هو من منح هؤلاء ان يتحكموا في اسعار السوق "كما يقولون " ، لا بل وصلت الامور حد الواسطة والرجاء كي يقبل هؤلاء بتسجيل ابناءنا في مدراسهم شاملا توقيع اذعان لقبول كل ما يطلبونه من رسوم وتوابع رسوم تصل الالاف .

احيي موقف حملة ذبحتونا وموقف النقابات والموقف المشرف لسرايا الصوت الاول والاقوى في الاردن والتي ستتبنى هذه القضية تحت قبة البرلمان للضغط على الحكومة التي ستجد نفسها مضطرة لاجراء صياغة قانونية تمنع هذا التغول والاستنزاف لاموال المواطنين من قبل المدارس الخاصة . وللحديث بقية..

Hashem7002@yahoo.com

الكاتب : مؤسس موقع سرايا .. رئيس اتحاد المواقع الالكترونية