بقلم : هاشم الخالدي
امضيت اجازة نهاية الاسبوع الفائت مع عائلتي وابنائي في مدينة العقبه السياحية.
ليست هي المرة الاولى ولن تكون الاخيرة التي ازور فيها ثغر الاردن الباسم ، لكنني اتحدث هنا من القهر والالم على المدينة التي اولاها جلالة الملك جل الاهتمام وطاف الدنيا من اجل تنمية استثماراتها ،لكنها مازالت ميته ..ممله ..لا تستحق الزيارة الا مجبرا ؟؟.


اذكر منذ اشهر كنت ازور منطقة شرم الشيخ وتصادفت في بهو الفندق مع النائب والاخ الصديق يحيى السعود الذي كان يزور شرم الشيخ مع عائلتة الكريمة .
في المساء وجدت صديقي السعود خارج الفندق وعرضت علية مرافقتي الى منطقة "سوهو" السياحية التي اسست على شكل شارع شانزليزيه في فرنسا وهي منطقة جميلة جدا يوجد بها كافيهات ونافوره موسيقية ومحلات ملابس وصالات تزلج وعروض سينمائية وغيرها الكثير الكثير من الجلسات الخلابه.

جلست برفقة السعود في أحد الأماكن السياحية المقام على العشب الطبيعي برفقة أصدقاء لي واستأذنتهم وصديقي السعود لمشاهدة النافورة الراقصة.

استمتعنا برفقة زوار المكان بمشهد النافورة وتبين لنا أن غالبية الزوار من الأردنيين، لكني لمحت بارقة الغضب تظهر فجأه على محيى النائب السعود.

فجأة انفجر الرجل قائلاً: الله أكبر .. ليش ما في بالعقبة عنا نافورة أو مكان ساحر مثل "سوهو"... والله حرام ... بلدنا حلوه بس ما في حد مهتم ؟؟

وافقته فجأة وغلى الدم في عروقنا من الغيرة على مدينة العقبة التي كنا نتمنى بالفعل أن نرى فيها " مشايه" مشابهة ، مثل نعمة بيه أو سوهو... تمنينا أن نشاهد في العقبة نوافير مثل نوافير سوهو ودبي ...تمنينا أن نجد في العقبة مدينة مائية مثل تلك الموجودة في شرم الشيخ والكويت وبيروت... ولكن لا حياة لمن تنادي .

ثلاثة أيام مملة أمضيها والعائلة في العقبة لولا الشاطئ الذي يطل به الفندق على البحر الذي قتل مللنا بعض الشيء ..وكنا نحتار أين نذهب مساءاً، فالشاطئ الجنوبي الذي كان يلمنا في رحلاتنا العقباوية ذات زمان مضى تحول إلى شاطئ مظلم والمكان المضاء فيه يغلب عليه طابع زيارات الزعران إلا من رحم ربي، أما ساحة الثورة العربية الكبرى فهي مكان متفجر بالشباب الموجودين في كافة المحافظات ولا يمكن أن تخلو ساعة إلا من مشادة هنا ومشادة هناك عدا عن خشيتك من اصطدام كرة طائرة هنا وكرة قدم هناك من وقوعها على الطاولة التي تجلس عليها مع عائلتك فتحول السهرة إلى نكد .

حاولت زيارة معرض الأحياء البحرية المتنفس البحري في العقبة ففوجئت بانه توفي وانتقل إلى رحمة الله ، وعندما مررت بالقرب منه في طريقي للشاطئ الجنوبي اكتشفت أنه قد تم هدمه، أما باقي المشاريع السياحية التي كنا نتأمل أن ترى النور فقد أصبحت مرتعاً للغربان و الفئران والسحالي باستثناء مشروع آيله الوحيد الذي سيرى النور بعد أسابيع.

العقبة... تحتاج إلى عقول سياحية،وليس إلى عقول ديكتاتورية تحكم المكان من مكتب وثير ومثير تعمل به اجهزة التكييف ليل نهار ؟؟

العقبة ... تحتاج إلى مشاريع سياحية لا تشعر زائر المكان بالملل كما يحدث حالياً.

العقبة الاقتصادية هي أمل وطموح الملك فلا تخذلوه بمشاريع فاشلة واستثمارات يتم تعطيلها إذا لم يدفع صاحبها... الخاوة ... وفهمكم كفاية.؟؟
الكاتب : مؤسس موقع سرايا
Hashem7002@yahoo.com