17-08-2015 01:41 PM
سرايا - سرايا - تساهم صناعة الكتاب في الأردن التي يقف وراءها نحو 160 دار نشر تنتسب لاتحاد الناشرين الأردنيين، وعدد من المؤازرين برأسم مال لا يقل عن 500 مليون دينار، بحسب تقديرات إجمالية لناشرين.
ويشتغل في القطاع ما يزيد على 1000 موظف وفني وإداري، وترفد صناعة الكتاب العديد من المطابع المتخصصة في الكتاب التي يصل عددها إلى نحو عشرين مطبعة، بينها مطابع بكلف تتجاوز الخمسين مليون دينار، فضلاً عن مشاغل مساعدة ، ومنها ورش التجليد التي تصل إلى نحو 50 مشغلاً يترواح عدد العاملين فيها 250 عاملاً.
وترفد صناعة الكتاب التي "حظيت باحترام الناشرين العرب، وثقة المعارض العربية والعالمية" الكثير من المؤسسات والشركات التي تعمل في الورق والمواد المساعدة والنقل والتوزيع والبنى التحتية التي حولت طباعة الكتاب ونشره إلى صناعة "ثقيلة" تقف وراءها عدد من المؤسسات التي تضم خيرة الخبراء، وعشرات المبدعين والمثقفين، وتتوجه لجمهور من القراء الذين يبحثون عن المعلومة والفائدة والعلم والثقافة، وهي واحدة من الصناعات "النظيفة" التي تتصل بحقل "الملكية الفكرية، التي شهدت المؤسسات العالمية للأردن بحسب مدير عام المكتبة الوطنية الباحث محمد يونس العبادي بأنها من أقل الدول "مخالفة" و"تجاوز " وأكثرها التزاماً" ، بمعنى أن صناعة الكتاب تخضع للتشريعات العالمية، التي تجعل منها صناعة عابرة للحدود.
ولا يتوقف الخبراء عند المردود المالي لهذه الصناعة –على أهميته- بل يعولون على المستوى المعنوي التنويري، والاجتماعي في استيعاب اليد العاملة المدربة، وينطلقون من سمة السوق العالمي المفتوح والواعد نحو صناعة المعرفة التي تدر المليارات على أسواق ناشئة، ومنها الصين.
ويؤكد متابعون دور الكتاب التنويري، وخصوصاً في ظل انتشار الفضائيات والتقنيات الإلكترونية، معولين على الكتاب في مواجهة التطرف والعدمية، معتمدين على دراسات تؤكد أن القراءة "تساعد على الهدوء والصفاء النفسي".
وفي الأردن تنتج دور النشر سنوياً نحو 5 آلاف كتاب، ويدخل إلى البلاد ضعفها، فضلاً عن مساهمات لوزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم وأمانة عمان والجامعات والهيئات الثقافية التي توفر مادة القراءة، وهي الكتاب، الذي يمثل عدد الإصدارات نسباً معقولة بالمقارنة مع عدد السكان.
ويؤكد خبراء أن نسبة المقروئية في الأردن عالية، يؤكدها عدد مرتادي مكتبات الجامعة الأردنية ومكتبة مؤسسة شومان ومكتبات أمانة عمان بفروعها الستين في أحياء عمان، وكذلك المعارض التي تنظمها "الأزبكية" التي تبيع الكتاب المستعمل، والأكشاك المنتشرة وسط البلد بعمان، ويؤكدها عدد زوار المعرض الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين بالتعاون مع أمانة عمان ودعم من "الرأي" ويتواصل حتى 25 الجاري، الذي زاره بحسب قائمين على دور نشر في اليوم الأول نحو 5 إلى 7 آلاف شخص، بينهم عدد من الأطفال، وهو العدد نفسه الذي زار المعرض في اليوم الثاني.
في جانب تأثير وسائط التواصل الاجتماعي الإلكتروني، ومنافستها للكتاب المقروء، أكد ناشرون أنها بعكس المتوقع، فقد زادت المقروئية، وخصوصاً في ظل ارتفاع نسب التعليم وانتشار الجامعات والمدارس وعدد الهيئات الثقافية في الأردن التي تبلغ نحو 600 هيئة.