27-08-2008 04:00 PM
سرايا -
لم يلتحق هزاع المجالي بالجامعة مباشرة مثل اقرانه ، بل عمل لبعض الوقت في دائرة الاراضي والمساحة قبل ان يلتحق كاتبا في محكمة صلح مأدبا ، وربما كانت هذه الوظيفة ، مع اسباب اخرى وراء قرار التحاقه بجامعة دمشق لدراسة الحقوق حيث تخرج منها عام 1946 ، ليعمل بعد تخرجه مباشرة محاميا في الكرك قبل ان يلتحق بالتشريفات الملكية .
اختاره الملك المؤسس عبدالله الاول ليكون رئيسا لبلدية عمان ، قبل ان يكمل الثلاثين من عمره ، ليكون بذلك اصغر من تولى هذا المنصب سناً ، ما جعله يواجه للمرة الاولى مسؤوليات ادارية كبرى في مسيرته الوظيفية.
وفي عهد قيادته لبلدية عمان ، حدثت نكبة فلسطين عام 1948 وما رافقها من تداعيات سياسية واجتماعية وكان على رئيس البلدية حينها ان يستعد لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين اختاروا اللجوء الى عمان ، وان يوفر لهم بعض احتياجاتهم الانسانية من بلدية كانت فقيرة بمواردها المالية وقتذاك .
رئاسته لبلدية عمان وضعت هذا الشاب الكركي المتحمس تحت الاضواء ، فقد اختير وزيرا للزراعة ثم العدلية في حكومة سمير الرفاعي الثالثة ، ووجد الطريق امامه ممهدة باتجاه المناصب العليا .
ساهم مع عدد من اصدقائه وزملائه من السياسيين بتأسيس الحزب الوطني الاشتراكي واختير رئيسا للحزب ، لكن قبوله بتأليف الحكومة نهاية عام 1955 ، التي كانت مهمتها التفاوض مع بريطانيا لدخول حلف بغداد ، دفعت برفاقه بالحزب الى اعلان القطيعة معه وإنهاء علاقته بالحزب ، في وقت اضطر فيه لتقديم استقالة حكومته بعد ان اجتاحت التظاهرات المناهضة لحلف بغداد المدن الاردنية في الضفتين ، ولم تستمر حكومة الرئيس هزاع المجالي في الحكم سوى ستة ايام .
فضل العزلة في منزله بعض الوقت ، قبل ان يذهب مع صديقه امين ابو الشعر لإصدار جريدة ، حرص من خلالها على اعلان رأيه وموقفه من الاحداث العامة والقضايا الساخنة ، لكنه غادر موقعه في الجريدة عندما تم اختياره عام 1958 وزيرا للبلاط ، ليتم بعد ذلك تكليفه بتشكيل حكومته الثانية والاخيرة تعود الرئيس هزاع المجالي على استقبال المواطنين في مكتبه بدار رئاسة الوزراء صباح كل اثنين للاستماع لمطالبهم ، وفي يوم الاثنين الاخير من شهر آ ب 1960 ، حدث انفجار ضخم في دار الرئاسة راح ضحيته الرئيس هزاع المجالي وعدد من المواطنين وكبار الموظفين ، حيث وجهت التهمة حينها الى اعضاء في الحزب القومي السوري الاجتماعي ، وقد نعاه صلاح ابو زيد عبر الاذاعة.
اوائل عديدة في حياة الرئيس هزاع المجالي فهو اول كركي يتسلم منصب رئيس الوزراء ، وهو اول رئيس يضطر الى تقديم استقالة حكومته تحت الضغط الشعبي ، وهو رئيس اقصر الحكومات عمرا في الاردن ، وهو اول حزبي يتم فصله من الحزب بسبب مشاركته في الحكومة ، وهو اول رئيس وزراء اردني يتم اغتياله بسبب مواقفه السياسية .
عمل الرئيس هزاع المجالي مع الملك المؤسس والملك طلال والملك الحسين ، وربما كان اكثر السياسيين الاردنيين الذين دفعوا ضرائب باهظة ثمنا لمواقفهم السياسية ، ففي وقت غضب منه رفاقه ، كانت التظاهرات تملأ شوارع المدن ضد سياسة حكومته الاولى ، ليتم تتويج ذلك بدفع حياته ثمنا لتلك المواقف .
شوارع ومساجد ومدارس ومؤسسات عديدة تحمل اليوم اسم هزاع المجالي ، الذي انجب ثلاثة ابناء تولوا مناصب ادارية ووزارية متقدمة ، هم حسين وامجد وايمن ، الذين يحمل بعض ابنائهم اسم هزاع ، وهم الذين لم يتعرفوا جيدا على والدهم الذي كان رئيسا ، فاذا كان حسين انتمى للمؤسسة العسكرية وعمل مرافقا شخصيا للملك الحسين ، فان امجد وايمن شغلا مناصب وزارية وصل ايمن الى موقع نائب الرئيس فيما استهوت الحياة الحزبية امجد الذي يرأس اليوم حزبا سياسيا.
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
27-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
![]() |
رمز التحقق : |
أكتب الرمز :
|