20-08-2015 09:56 AM
سرايا - سرايا - ضمن برنامج الثلاثاء الفكري الذي تقيمه الجمعية الفلسفية الأردنية، بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين، أقيمت في مقر الرابطة مساء يوم أمس الأول، ندوة تحدث فيها المفكر القومي والباحث مجدي ممدوح تحت عنوان «تفكيك الدولة الوطنية العربية»، بحضور نخبة من المفكرين والأكاديميين المحليين والعرب.
وأكد المحاضر في البداية أن تفكيك الدولة الوطنية العربية مرتبط بصعود قوى الليبرالية الجديدة في الغرب، هذه القوى التي أصبحت تهيمن على الاقتصاد العالمي والسياسة العالمية، والتي بدأت بمحاربة كل أشكال التدخل في الاقتصاد من قبل الدول، مـُنهية حقبة طويلة يمكن تسميتها برأسمالية الدولة، والتي بدأت بعد الحرب العالمية الأولى، وتكرّست بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال المحاضر: من المعلوم أن القرن التاسع عشر كان قد شهد ازدهار الرأسمالية الليبرالية وسط ما يعرف بدولة الحد الأدنى، والذي يعني المنافسة الاقتصادية الحرة وفق آليات السوق دون أي تدخل من قبل الدولة.
وأضاف: إن قوى الليبرالية الجديدة التي ظهرت في الثمانينيات بدعم من ريغن وتاتشر، وتكرّست في التسعينيات منتشية بانتصارها الساحق في الحرب الباردة، بدأت بشن هجوم مُمنهج على دولة الرفاه، وبدأت بسحب تدخل الدولة من التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية. ولكن الأمر في منطقتنا العربية بدا أكثر عمقا، فلم تكتف قوى الليبرالية بالقضاء على دور الدولة، من خلال تشجيعها للخصخصة ،وضغطها المباشر لتحجيم دورها، بل إنها بادرت إلى ما هو ابعد من ذلك، عبر القيام بتفكيك الدول نفسها، وقد شهدنا هذا التفكيك في أوضح صوره في العراق وليبيا وسوريا واليمن.
وأضاف المحاضر: أدت أزمة الرأسمالية في المراكز الغربية إلى تعطل رؤوس الأموال وتدني الأرباح، الأمر الذي قاد قوى الاقتصاد العالمي إلى دول العالم الثالث حيث الفائض في الأرباح، ولكنها لم تستطع أن تنفذ برنامجها في هذه الدول، إلا بعد خصخصة القطاع العام فيها، كما حصل في مصر والأردن من إجراءات لصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وبعد انجاز الخصخصة، توجهت هذه القوى نحو تفكيك الدولة نفسها، وهكذا نرى أن ما يحصل في منطقتنا لا يمكن إرجاعه إلى عوامل داخلية بحتة، بل هو مرتبط بعوامل خارجية هي مصالح قوى الليبرالية الجديدة .
واختتمت الندوة بحوار حول مفاصلها التي أحدثت تماسا مع السياسة والعسكرتاريا الدولية إلى جانب التاريخ والفكر المعاصر.
الدستور