بقلم : هاشم الخالدي
بالامس الجمعه ... اصطحبت ابنتي راما وفرح بجوله الى المدينه الرياضيه بحجة شراء الخبز.
في الطريق لفت انتباه فرح مدرعات الدرك التي كانت متجهه الى ستاد المدينه الرياضيه .
بدأت فرح تلوح لهم من السياره واحد الضباط يرد عليها بالسلام والابتسامه ثم فجأه سألتني : بابا وين هدول الشرطه رايحين.
اسقط في يدي اذ كيف ساقنع طفله صغيره ان كل هذه المدرعات متجهه لحماية مباراة الفيصلي والوحدات لكنني وجدت ان اقصر الطرق ان اجيبها بالحقيقه : بابا هدول رايحين مشان في مباراه بين الوحدات والفيصلي .
طيب شو دخل الشرطه بابا مش انت حكيتلي انه الشرطه بودوا المريض للمستشفى .. بعدين بابا مين الوحدات ومين الفيصلي .. هكذا ردت.
اجبتها قائلا : بابا الشرطه اللي بنقلوا المريض للمستشفى اسمهم الدفاع المدني .. طبعا هي دائما تسميهم بلهجتها الدفاع البدني.
اكملت : بس هدول بابا رايحين مشان ما يصير مشاكل لا سمح الله .
فجأه نطق لسانها بشيء جعلتني اقبلها قالت لي ما حرفه : هدول حبيباتي .. الله يحميهم .
فرح لا تعرف ما هو الوحدات وما هو الفيصلي ولا اريدها ان تكبر لتجبر على الاختيار بين ان تكون من مؤيدي الوحدات فترتدي الاخضر او بين ان تؤيد الفيصلي فترتدي الازرق .
اريدها فقط ان يكون لها عشق واحد هو الوطن الذي اختصره البعض بمباراه فرأى في انتصار فريقه الذي يشجعه انتصارا عربيا يوازي تحرير القدس وتخليص البلاد من الارهاب وعودة بغداد الى حاضنه القوميه العربيه بعيدا عن حقد الفرس وطموحات الشيعه .
اريدها ان تكبر لاذهب واياها لحضور مباراه للوحدات والفيصلي بدون مدرعات .. بدون شرطه باستثناء اؤلئل الذين يشاطروننا الجلوس في المدرجات ... اريدها ان تعي بان الشرطه موجوده لحماية بيوتنا واعراضنا لا لتحشيدها لحماية مدرج تتحكم به كرة جلديه تعتبر ابرز مؤشرات وحدتنا الوطنيه من عدمها .
فرح قالتها بالحرف الواحد .. مين الوحدات ومين الفيصلي وانا اقول بانني لن اعترف باي نادي يجرح وحدتنا الوطنيه الا اذا كانت جميع مباراتنا القادمه كالتي حدثت بالامس .. روح رياضيه جميله بصرف النظر عمن سيربح وعمن سيخسر .
دعونا نفكر بتحرير انفسنا من العقد قبل ان نقول فلان فيصلاوي وفلان وحداتي ... اردنيون قبل كل شيء .. هل وصلت الرساله .. اتمنى ذلك