23-08-2015 10:39 AM
سرايا - سرايا- شهد مركز الحسين الثقافي أول من أمس عرض مسرحية «احنا غير» من تأليف وإخراج خالد البندي.
تناولت المسرحية في أبنيتها العميقة حال المجتمع بما يمور من التناقضات الاجتماعية والسياسية وبخاصة ما تتركه تداعيات التقسيم الطبقي للمجتمع من حالات حادة في الغنى والفقر، كما تناولت أيضا نقدا تجاه حالة الفساد، التي تضعف همة المجتمعات الصاعدة نحو النمو.
جاءت الأبنية السطحية؛ تتحدث عن حكايات المواطنين، في مختلف الشرائح الاجتماعية، ابتداء في مشهد الافتتاح الذي أظهر سوقا شعبية، تُعرض فيها ملابس (البالة) التي تجد فيها رواجا في بيعها، واللوحات الفنية التي تظل معروضة لا أحد يشتري منها أي لوحة.
ومرورا بمشاهد تذمر الباعة من موظفي الأمانة الذين يبالغون في نقل الأسواق الشعبية من مكان إلى آخر ولمرات عديدة في فترة زمنية قصيرة، ومشاهد استحضار أرواح قادة ورؤساء سابقين، كعرفات والقذافي، لأخذ رأيهم فيما يجري الآن من أحداث سياسية في الوطن العربي. وانتهاء بمشاهد (أريد حلا) لتهاوي الأسواق في ظل الأزمة العامة للرأسمالية في العالم أجمع، وبعض النواب الذين يديرون ظهورهم لمنتخبيهم بعد نجاحهم.
كانت الأغنية عنصرا دراميا مشاركا في صياغة بنية المسرحية، كدورها الفعال في إنشاء الفضاءات الدرامية لأسواق البالة التي تشهدها شوارع غير مدينة: (لا تزعل مالك خذلك كنزة المانية والجاكيت إيطالي)، أو في تبيان الحال الصعب الذي آلات إليه غالبية المجتمعات العربية من الاحتراب الداخلي (عندنا مشاكل..إحنا بدنا حل).
المشاهد الأخيرة بينت بأن مجتمعنا يعد مغايرا؛ بفعل احتوائه لتعدديته، وامتصاص احتقاناته، وبالتالي غياب الحالات العنيفة عن مجتمعنا، التي تشهدها المجتمعات العربية الأخرى في الراهن، التي تستخدمها كأداة في حل الخلافات فيما بين شرائحها السياسية والاجتماعية: (لأننا نحن غير من أجل الوطن.. بنحبك والله يا بلد يا ست الكل)، و(نفديك يا بلد بالروح..وبالنرجس الفل نعطرك يابلد).
جاءت اللوحات الراقصة بسيطة في فعلها الحركي، ولكن كانت قوية تعبيريا في فعلها الداخلي، سواء في انتقال الممثلين أزواجا من يمين المسرح إلى يساره أو بالعكس، وفق موسيقى ظلت نبرتها وإيقاعها لا تميل إلى الصخب، بل كانت دافئة في إشاعة معاني جملها الموسيقية التي ألفها خالد البندي.
ظهرالشكل في مشاهد ولوحات المسرحية، استعراضا غنائيا راقصا متناغمين، رغم رغم شح الإمكانات الانتاجية التي انفقت على هذه المسرحية.
وكان نهض بمختلف الشخصيات: وليد البندي، وعبد القادر عباد، ومنذر عربيات، ورهف. كما شارك راقصون من فرقة أورجنال جروب، في اللوحات الراقصة.
المخرج خالد البندي قال لـ»الرأي» :عن رسالة المسرحية و المقصود بعبارة «باننا نحن غير»، وهي عنوان المسرحية، « نحن كشعب مثقف، ودولة وحكومة حافظنا على مجتمعنا بعافية الأمن والأمان».
وعن عروض المسرحية المستقبلية: «تعرض ابتداء من اليوم على مسرح خالد البندي في عمارة البرج في جبل عمان الدوار الثالث.
وعن عدم مشاركة المخرج خالد البندي الذي تخرج من المعهد العالي للسينما في القاهرة في العام 1986، لأفلام سينمائية حتى الآن، قال: «أين هي السينما».