23-08-2015 11:00 AM
سرايا - سرايا - خضعت الكاتبة البريطانية دوريس ليسينغ، الحائزة على جائزة نوبل عام 2007، لمراقبة وملاحقة الجواسيس البريطانيين طوال أكثر من 20 عاماً بسبب أنشطتها المناهضة للعنصرية ومعتقداتها الشيوعية، بحسب وثائق استخباراتية رفعت عنها السرية مؤخراً.
فمنذ العام 1943، إبان فترة الاستعمار البريطاني لزيمبابوي، التي كانت تعرف سابقاً باسم روديسيا الجنوبية، وعملاء المخابرات البريطانية يراقبون الكاتبة التي نشأت في تلك الدولة، وظلت تخضع لمراقبة العملاء والجواسيس البريطانيين حتى بعد انتقالها من إفريقيا إلى بريطانيا.
واستمرت عملية المراقبة والتجسس على الكاتبة حتى عام 1964، أي نحو 21 عاماً، وفقاً لما ذكرته وكالة "رويترز".
يشار إلى أن ليسينغ، مؤلفة رواية "ذا غولدن نوتبوك"، التي تعد واحدة من أكثر الروايات تأثيراً في حقبة الستينيات، وتوفيت عام 2013 عن 94 عاماً.
ووفقاً للوثائق التي رفعت عنها السرية الجمعة، فقد جمعت المخابرات الداخلية البريطانية، المعروفة اختصاراً باسم "ام.آي 5"، 5 ملفات سرية عن ليسينغ تم إيداعها حالياً في الأرشيف الوطني.
ومن بين الوثائق الأولى نسخة مأخوذة من خطاب مرسل من مسؤول بوزارة الطيران يرجع إلى عام 1944 بشأن الصالون الثقافي "ليفت بوك كلوب" الذي كانت تديره ليسينغ في سالزبوري (هراري الآن) مع زوجها الثاني الألماني الاشتراكي غوتفريد ليسينغ.
وكتب المسؤول في "معظم الموضوعات المناقشة هناك تنتهي عادة بالعداء لبريطانيا والرأسمالية والإمبريالية" لافتاً إلى القلق من أن "أشخاصاً ذوي لكنة أجنبية" يختلطون في الصالون الثقافي مع أفراد من سلاح الجو الملكي، بحسب رويترز.
وبعد الطلاق من غوتفريد، انتقلت ليسينغ في 1949 من روديسيا إلى لندن، حيث اقتفى العملاء الأمنيون أثرها.
وفي 1952 اهتم جهاز المخابرات الخارجية "ام آي 6" بزيارة قامت بها إلى الاتحاد السوفياتي ضمن وفد من الكتاب البريطانيين المنتمين للتيار اليساري بحسب ما جاء في مذكرة تضمنها ملف "ام آي 5".
غير أن الاهتمام بنشاط ليسينغ بدأ يتراجع بعد تركها للحزب الشيوعي في 1956 احتجاجاً على دعمه سحق القوات السوفياتية للانتفاضة المجرية، لكن الأوراق ظلت تضاف إلى ملفها حتى عام 1964.