سرايا - سرايا - قدم أستاذ التاريخ السياسي عبدالقادر أبو شمسية الحداد محاضرة في المركز المجتمعي المسكوني بعنوان(المفهوم السياسي لنظام الحكم العربي)، استهلّها بمعاينته الخلل في تعامل الأمة العربية الإسلامية مع الذات.

وشرح الحداد، في المحاضرة التي أدارها الزميل إبراهيم السواعير، هذا الخلل بأنّه يكون في إقصاء العروبة بتركيزنا على الدين، أو تهميشنا الدين بنبذنا العروبة، باعتبار العروبة والدين مكونين أساسيين لهذه الأمة.

وتطرّق المحاضر إلى الخلل الثاني، وهو المفهوم السياسي لنظام الحكم العربي، مستعيداً فترة الخلافة الإسلامية وما بعدها في جوٍّ من النقد لطبيعة الاستبداد وحب السيطرة وعدم الاهتمام بالشورى التي قال عنها الحداد إنّ لها وجوهاً وأشكالاً في الدولة المدنية لا ينبغي التفريط بها بحالٍ من الأحوال.

وتساءل الحداد عن إمكانيّة تفكيك المحفور في الذهن؛ متناولاً التطرف في المفهوم السياسي بسبب من التطرف الديني باعتبار الدين غلافاً صعباً لا يمكن الخلاص منه.

كما استعاد في محاضرته مفاصل معينة من التاريخ العربي، مناقشاً المسكوت عنه، محللاً المخيال العربي بجو من الشفافية والصراحة، في صناعة القصص الأسطورية وشرعنة حقب التاريخ، مستنداً إلى أنّ كثيراً من التاريخ وصلنا مضخماً عن موضوعيّته.

ونقض المحاضر هذا المخيال بحديثه عن نهايات هذه الحقب ومراحل الاقتتال الشرسة بين الملل والطوائف، منادياً بقراءة لا تعتمد العاطفة بقدر ماتستند إلى العقل في تهذيبه من شوائب الانحياز لهذه الفترة أو تلك.

وكانت تنوعت المداخلات التي أثرت الموضوع ووافقت المحاضر على خطر الانسياق إلى العاطفة بديلاً عن العقل، في قراءة تاريخية بين الأمس واليوم. الراي