27-08-2015 09:10 AM
سرايا - سرايا - مفلح العدوان قاص وروائي وكاتب مسرح وسيناريو وباحث أردني ، نجح في أن يحفر إسمه على صخر التأليف المسرحي منذ أكثر من خمسة عشر عاما ، لحظة فوزه عام 2001 ، بجائزة الشارقة للابداع المسرحي عن نصّه « عشيات حلم «.
حاز على جائزة اليونسكو للكتابة الابداعية - فرنسا - في العام نفسه، ومنذ ذلك الحين صدرت له العديد من المسرحيات منها نص «تغريبة إبن سيرين « وفاز ضمن العشرة نصوص الأولى في مسابقة المونودراما العالمية بالنسخة العربية- الفجيرة 2011م ، وكان آخرها «مرثية الوتر الخامس» الفائزة بالجائزة الأولى للمسابقة الدولية لنصوص المونودراما باللغة العربية في دورتها الجديدة 2015 ، وضمت 167 نصا ، ونظمتها هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام بالتعاون مع الهيئة الدولية للمسرح.
عن موضوع مسرحيته الفائزة بالجائزة قال العدوان لـ» الرأي «: فكرة النص تنتصر للانسان، وللفن والابداع ، وعن طريق الحدث التاريخي نتتبع سيرة ومعاناة الموسيقي أبو الحسن علي بن نافع ، المعروف بإسم ( زرياب – متوفى في قرطبة عام 238 هـ–852 م ) ، هناك تتبع لخطاه ومعاركه مع الحاقدين منذ أيامه في العصر العباسي ، أيام هارون الرشيد، من خلال مفاصل مهمة في حياته، وحالات الارهاب الفكري والتطرف التي مورست عليه، بدءا من هروبه من بغداد، ومعاناته في تونس، حتى وصوله الى الأندلس.
وزاد أن فكرة المسرحية تتبع أثره في المجتمع هناك، وتغييره لكثير من مظاهر الحياة الاجتماعية، ليس فقط في ذاك المحيط الجغرافي، بل تعداه زمانيا ومكانيا، ومن ثم هناك في المونودراما ثنائية تستحضر زرياب في الزمن الحاضر، في إسقاط لقصة حياته، وتداعياتها الدرامية، على ما يحدث من مظاهر تطرف، وظلامية، ومواقف تصادر الفكر الانساني الحر ، والفن، والابداع، والموسيقى ، على النحو الذي نراه اليوم من أفعال مشينة لقوى التطرف بتدميرها للمتاحف والمعابد والمدن الأثرية والتاريخ والهوية ، وفي النهاية نتبعث المسرحية رسالة مفادها أن الفن الرفيع هو أجمل شئ في الحياة ، وقادر على مواجهة كافة أشكال التطرف والارهاب.
عن أهمية هذه الجائزة يقول: هي جائزة نوعية تسعى لتأصيل فن المونودراما كمجال للتعبير الحيوي عن قضايا الانسان والقضايا العربية بوصفها جزء من الحالة العالمية ، كما أنها بجهود هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام أصبحت مشروعا ومنصة للكتّاب العرب للابداع في مجال مسرحي صعب.
ويقول العدوان أنها توفر فرصة طباعة للأعمال الفائزة ما يعني وصولها للقارئ العربي ، وأن هذا التتويج هو شرف لي ولكل مسرحي يسعى لتجاوز منجزه حدود الجغرافيا.
ويختم، تبقى الكلمة في المسرح هي هاجسي الأول ، وبكلمات أخرى تتفاوت أدوات التعبير بتفاوت الزمن والتجربة ، ونوع الأحداث التي يمر بها الانسان ، وأرى أن الراهن يحمل الكثير من الأزمات والأخطار والتطرف والتدمير بإسم الدّين ، وعلى المسرح وأهله ونخبة المثقفين والمفكرين العرب تتبعها ومناقشتها وتجسيدها في إطار يؤكد قيمة الحرية والعدل الانساني وشرف الكلمة.الرأي