27-08-2015 09:14 AM
سرايا - سراي - اختتمت امس في مقر الهيئة الملكية الاردنية للافلام بجبل عمان فعاليات الدورة الرابعة لايام الفيلم الجزائري الروائي الطويل وذلك بالفيلم التسجيلي الطويل المسمى (الجزائر من أعلى) للمخرج يان ارتوس برتراند.
ويتناول الفيلم في لوحات بصرية شديدة الافتتان رؤى متعددة حول فرادة الطبيعة الخلابة والتنوع الثقافي وما تفيض به الجزائر من امكانيات وطاقات وثروات ثرية حيث التقطت صور الفيلم من الجو.
وضمت الفعاليات التي تنظمها سنويا الهيئة الملكية الاردنية للأفلام بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، مختارات من احدث نتاجات السينما بالجزائر منها فيلم (فاطمة نسومر) للمخرج بلقاسم حجاج الذي اجاب عن الكثير من اسئلة واستفسارات الحضور الكثيف الذي تابع العرض. وصور بلقاسم موضوع فيلمه عن احداث في منطقة القبائل حيث عاشت فتاة شابة ابان اواخر القرن التاسع عشر حيث استطاعت ان تتمرد على تقاليد اجتماعية سائدة لتنطلق في مواجهة الاستعمار الفرنسي، كما اتسم الفيلم بمناخه الجمالي الشديد الجاذبية والتي ظهرت فيه اشبه بلوحات من الفن التشكيلي عبر تلك الوقائع المزينة بازياء وملابس ومجاميع وقطع اكسسوار كلها وثيقة الصلة بمفردات العيش في تلك الحقبة التاريخية.
كما تنوعت موضوعات فيلم (راني ميت) الذي عرض بحضور المخرج ياسين محمد بن الحاج، بين الاشتغال على هموم العيش المعاصر في لغة سينمائية مبتكرة في معالجة حداثية تتكئ على تقنيات واساليب حرة في حين اتجه مخرج فيلم (البئر) لطفي بوشوشي، الى حقبة تاريخية تعود الى محطة شهيرة في حياة قرية وصمودها امام حصار لقوات الاستعمار الفرنسي.
الافلام الاربعة المشاركة بالفعالية هي من النوع الطويل وسبق لها ان جالت في الكثير من الملتقيات والمهرجانات العربية الدولية، وظفرت بجوائز واعجاب النقاد لجرأة معالجة صانعيها وخوضهم في موضوعات تناقش هموم وامال انسانية على خلفية من التاريخ القديم وفي محاكاة قضايا الواقع المعاصر، جميعها مزنرة بالوان من الاساليب الجمالية والدرامية المفعمة بلغة الصورة ودلالاتها البليغة في اشتغالات تؤشر على التنوع والاختلاف في أنماط السينما وإنتاجاتها في الجزائر المعاصرة لمخرجين يعيشون داخل الوطن أو خارجه. يشار الى ان السينما الجزائري تمتلك حضورا آسرا لدى عشاق السينما بارجاء العالم، حيث سبق ان انتزعت جائزة السعفة الذهبية في مهرجان (كان) السينمائي خلال منتصف عقد السبعينات من القرن الفائت وهي اهم وارفع جائزة في الفن السابع الى الآن حققتها صناعة الافلام بالمنطقة العربية.