حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27955

أغنياء ولكن مفلسون !!

أغنياء ولكن مفلسون !!

أغنياء ولكن مفلسون !!

29-08-2015 03:37 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سرهاب البسطامي
أبو نجيب عجوز بلغ السبعين من عمره , ولكنه ما زال يحتفظ بقواه إلى حد كبير ,متزوج وله ثلاثة أبناء وابنتان , جميعم متزوجون باستثناء الإبنة الصغيرة فما زالت عزباء وكانت تعيش مع والديها و تقوم بخدمتهما .

العجوز أبو نجيب كان يواصل الليل بالنهار وهو يعمل بجد ونشاط لا يكل ولا يمل , ولكن عيبه الوحيد أنه كان شديد البخل رغم ما يملكه من ثروة .

كان يسكن أبو نجيب هو وزوجته وابنته الصغيرة العزباء في بيت ريفي بسيط , أسقفه هشة وجدرانه مهترئة وآيلة للسقوط تكاد أن تسقط في أي لحظة , وكانت زوجته وأبنائه يلحون عليه بأن يقوم بأصلاح الجدران والأسقف ولكن من شدة بخله لم يكن يصغي اليهم .

عاش أبناؤه وبناته معيشة صعبة وعانوا الحرمان رغم ما يملكه والدهم العجوز من ثروة , وحين تزوجوا أبناؤه لم يساعد أحداً منهم .

حضر أبناؤه في يوم من الأيام إلى منزل أبيهم , وعرضوا عليه أن يقوموا بإصلاح الجدران والأسقف على نفقتهم الخاصة ,لأنهم يعلمون بشدة بخل أبيهم وأنه لن يصلح تلك الجدران والأسقف , وكان يرفض تلك العروض ويقول لهم ليس الآن .

في إحدى الأيام كانت ابنة العجوز المتزوجة متعبة كثيراً , وكانت تعاني من مرض فقر الدم بسبب عدم التغذية الجيدة , وأن زوجها فقير الحال ولا يملك أحياناً قوت يومه , فأخبرت والدتها بتقديم المساعدة لها ولزوجها .

ذهبت والدتها إلى زوجها أبو نجيب وقامت بشرح الحالة الصحية لابنتها وطلبت منه أن يقوم بمساعدتهم , ولكنه رفض وقال لها : أنا في السابق لم أبارك هذا الزواج , وأنتي وكما تعلمين أن زوج ابنتك فقير الحال فقالت له زوجته : لا داعي لهذا الكلام الآن وأنت تعلم أن ابنتك باركت هذا الزواج .. والآن هل تريد مساعدة ابنتك أم لا . فقال لها : لا أريد مساعدة أي أحد .

فطلبت منه زوجته أن تذهب هي وابنتها الصغيرة إلى بيت ابنتها لتقضي عندها بضعة أيام لحين أن تتحسن حالتها الصحية .

فقال أبو نجيب في نفسه : هذه فرصة جيدة فلو قضت هي وابنتها خارج المنزل بضعة أيام سأقوم بتوفير الطعام والشراب وحتى الكهرباء فقال لها : ليس لدي أي مانع اذهبي وأنا سأبقى في المنزل , فقالت له : هل تريد الذهاب لمنزل ابنتك وزيارتها , فقال في نفسه : لو ذهبت إلى بيتها سأجبر أن أحضر معي بعض الحاجيات ... , فقال لزوجته : لا لا أريد الذهاب الآن .

ذهبت الزوجة هي وابنتها الصغيرة , و في إحدى الليالي وتحديداً في الليلة الثالثة كان أبو نجيب يتضور جوعاً فهو لم يذق الطعام منذ أن غادرت زوجته وابنته المنزل , ومن شدة بخله وفي منتصف الليل قرر أن يقوم بتحضير الطعام لنفسه , ولكن لم يقوى على القيام وبعد جهد جهيد قام وبدأ يتحسس الطريق فلم يكن هناك أي مصدر للضوء في أي ناحية من أنحاء المنزل بسبب بخله وتوفيره للكهرباء , وفي لحظة شعر بهزة أرضية تحت أقدامه وبدأت أسقف المنزل والجدران بالسقوط فحاول الهرب سريعاً , ولكنه لم يستطع بسبب الظلام الحالك , لتتساقط عليه أسقف المنزل والجدران , وينتهي أجله .


أغنياء .. ولكن مفلسون !! هم من يجمعون الأموال والذهب ويحرمون النفس مما تشتهيه وما ترغب فيه ويكنزون الأموال عن النفس والأولاد وهم يحسبون أنهم مخلدون في هذه الدنيا .

يرحلون عن هذا العالم دون إرضاء النفس ودون حتى أن يفعلوا الخيرات ودون حتى أن يتركوا لأنفسهم ولو صدقة جارية تنفعهم وتكون لهم رصيداً يوم القيامة .

يغادرون هذه الدنيا دون أي متاع , ويتركون أموالهم وينتفع بها ممن هم بعدهم .. وهؤلاء هم حراس المال والمفلسون في الدنيا ..

قال تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا – 29 – إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر إنه كان بعباده خبيرا بصيرا – 30 - ) سورة الأسراء .








طباعة
  • المشاهدات: 27955
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم