30-08-2015 09:11 AM
سرايا - سرايا - «حرية» و»صديقي» و»الرسالة» و»المنذور» و»استراحة» وغيرها، هي بعض ما قرأه القاص هاشم غرايبة من قصص قصيرة وقصيرة جداً، في الأمسية التي أقامها له منتدى الرواد الكبار في مقره.
قصص عكست وجهات الكاتب الجديدة نحو أنسنة المعاني، والغوص أكثر في كنه الأشياء:
«سجن اربد الذي قضيت فيه تسعين شهراً اقتطعت من شبابي، تحول إلى متحف يتربع على تل المدينة الوحيد، ويضم بين جدرانه العتيقة مقتنيات ثمينة.. بين الركام الذي نتج عن التحول؛ بحثت عن الباب الحديدي الثقيل الذي لم يعد ثميناً..
كتبت عليه: «أحمل حريتي معي». حملته، ومضيت أمارس حياتي العادية».
إنها العادية التي تحولت إلى نمط عيش، وخيار أمان وطمأنينة.. عادية أجلست الكاتب كما أجلست الملايين معه، إلى مواقع التواصل الاجتماعي.. وهو ما يتجلى في قصة أخرى من قصص الأمسية التي قدمه فيها الناقد د. مصلح النجار:
«أحبه، وأعرف أنه يحبني. أتبادل معه ما تيسر من اللايكات على صفحة الفيس بوك.. لا تعليقات. أحبه، وأعرف أنه يحبني. في المناسبات نتبادل بعض المجاملات على الهاتف. ولا نتخطاها! أحبه، وأعرف أنه يحبني. لم نتقابل منذ زمن طويل.. ولا نسعى لذلك. أحبه، وأعرف أنه يحبني. صديقي الذي أدمنت الثرثرة معه في أجمل وأصعب سنوات العمر.. لم يعد بيننا إلا الصمت. أحبه، وأعرف أنه يحبني».
مديرة المنتدى وصاحبة فكرته الكاتبة هيفاء البشير رحّبت في كلمةٍ افتتاحية «بضيف عزيز أتى حاملاً حزمة من سنابل قمح حوران»، رائية أن لنكهة كلمات هاشم غرايبة «مذاقٌ خاصٌ يحرك مكامن النفس، فمنذ إصدار مجموعته القصصية الأولى «هموم صغيرة» في العام 1980، فتح بوابة إبداع خاصة به تتوارى خلف مفرداته».
تقول البشير حول تجربة الغرايبة: يأخذنا هاشم من أسواق عمان وحاراتها وبيوتها وأدراجها القديمة في «الشهبندر» إلى مدينة الأنباط في «أوراق معبد الكتبا» و «بترا» البشير ترى أن روايته الأخيرة «القط الذي علمني الطيران» تشكّل مزيجا من رواية مبتكرة وسيرة ذاتية يتداخل فيها الخيال مع الواقع وأنها تحمل بين سطورها معنى الإنسانية بمختلف ما فيها من بريق وظلمة.
د. مصلح النجار استهل الأمسية بسرد حكاية إطلاق وصف هاشم الجميل على الكاتب هاشم غرايبة: «في إربد حيث نشترك في مسقط الرأس، اجتمع نهاية ثمانينيات القرن الماضي مجموعة من الأصدقاء وقرروا أن ينادوا على هاشم بهاشم الجميل فكانت كنيته نابعة من طبيعته النقية».
الأمسية تحولت بعد قراءة القصص إلى حوار أجاب خلاله غرايبة عن أسئلة الحضور ومداخلاتهم. وفيها ظل غرايبة وفياً لإصداره الأول «هموم صغيرة» كاشفاً أنه أحب كتبه إلى نفسه.
غرايبة ختم بالقول: في حين تحتاج القصة إلى تركيز الأفكار، فإن الرواية أعطتني فضاءً أكبر للإبداع والتعبير. الرواية موازية للحياة تماثلها وتندمج معها».