حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,15 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 37720

رسائل في العام الدراسي الجديد

رسائل في العام الدراسي الجديد

رسائل في العام الدراسي الجديد

31-08-2015 04:21 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس عصمت حداد
مع بداية العام الدراسي الجديد، تتجه جموع التلاميذ والطلبة من أبنائنا إلى أروقة مدارسهم، تملأ نفوسهم الفرحة، وتزين وجوههم الابتسامة البريئة، أملين من عامهم هذا أن يكون عاما يحققون فيه آمالهم بالتزود بالعلم والمعرفة والخبرة وكل ما هو مفيد ونافع وبالتالي يحصدون النجاح الذي هو أمنية كل التلاميذ والطلبة.

فبعد إجازة طويلة، تبدأ الدراسة غدًا، وتنطلق مسيرة العلم، وتفتح قلاع المعرفة، يبرق فجر غد والناس أمامه أصناف،والمستقبلون له ألوان؛ بين محب وكاره، ومتقدم ومحجم، ومتفائل ومتشائم، ومع هذه الإطلالة للعام الدراسي الجديد، أبعث إلى المعنيين بعض الرسائل والكلمات العاجلة ؛ علها تكون نذر خير وإصلاح للجميع.

الرسالة الأولى:إلى المعلمين والمعلمات:
إلى العظماء الأماجد الشرفاء، إلى رعاة الجيل وآمنة التعليم، إلى من تعقد عليهم الآمال، لقد كنتم ولا زلتم وسوف تبقون حتى يرث الله الأرض ومن عليها شموعاً مضيئة ونجوماً متلألأة في فضاء العلم ومخارجه، ووجهة يعتز بها ويعتمد عليها بعد الاعتماد على الله في تعليم أبنائنا وفق منهجية علمية راقية تخدم مصالح الأمة وتحفظ شأنها.

أيها المعلم: ما أروعك، أيها المكافح العظيم وأنت تمارس عملك في أصقاع الوطن، وأقصى الأرياف والمدن، بالرغم من كل معاناتك، ولكن عطاءك كبير، فأنت الذي تبدد ظلمة الجهل عن طريق الإنسان من خلال ما تمنحه له من معرفة وعلوم، وتعليمه حسن التعامل، وتغرس روح التسامح والمحبة والتعاون في نفوس النشئ لكي يكونوا قدوة المستقبل السعيد.

أجل إنك يا سيدي ويا رسول العلم والمعرفة لتحتل المكانة الرفيعة في وطني وتعيش في أعماق القلوب، فبفضلك تبدد الظلمة وبجهدك يتحقق النجاح، بالرغم من المعاناة الصعبة التي عشتها لسنين قاسية لكنك تجاوزت كل ذلك وحققت بجهودك وتعبك الأمل. فهنيئًا لكم يا أهل التربية والتعليم، شرف الرسالة ونبل المهمة، ومهما عانيتم وقاسيتم ومهما جار البعض عليكم وهمش رسالتكم وقلل هيبتكم وغبنكم حقكم فيكفيكم ثناء ربكم جلّ وعلا.

يا أهل التربية والتعليم، لقد ائتمنتكم الناس على أعز ما تملك، على عقول فلذات أكبادها وثمرات فؤادها، يقضي الطالب شطر يومه في قلاع التعليم وحصون التربية، فماذا أعددتم لهم؟ وبماذا تستقبلونهم؟ وكيف؟ وماذا ستعلمونهم؟ إنهم أمانة في أعناقكم، فقدروا الكلمة التي تقولونها، وزنوا الحركة قبل أن تتحركوها، واعملوا أن من أهمّ ما تتصفون به هو جانب القدوة والتزام أخلاقيات هذه المهنة الجسيمة؛ لأن الطلاب والطالبات يسمعون بأعينهم أكثر من سماعهم بآذانهم، والبيان بالفعل أبلغ من البيان بالقول.

يا أهل التربية والتعليم، إن المنهج يظل حبرًا على ورق ما لم يتحوّل إلى بشر يترجم بسلوكه وتصرفاته ومشاعره مبادئ المنهج ومعانيه، إن ناشئ الفتيان فينا ينشأ على الصدق إذا لم تقع عينه على غش وتسمع أذنه كذبًا، ويتعلم الفضيلة إذا لم تلوّث بيئته بالرذيلة، ويتعلم الرحمة إذا لم يعامل بغلظة وقسوة، ويتربى على الأمانة إذا قطع المجتمع دابر الخيانة، يا أهل التربية والتعليم، إن التعليم المثمر هو الذي يقترن بالتربية جنبًا إلى جنب، ما قيمة العلم إذا كان صاحبه كذوبًا ؟! وما قيمة العلم إذا كان حامله ينقض مبادئ التربية بسلوكه وأخلاقه؟! فكونوا خيرَ نموذج يتمثل الخير أمام الأجيال.

الرسالة الثانية: إلى الطلاب والطالبات:
لقد عدتم إلى مقاعد الدراسة والعود أحمد إن شاء الله، اغتنموا أوقاتكم في طلب العلم وتحصيله، فأنتم في زمنه ووقته، لا تلهينكم المشاغل، إن الناس إما عالم أو متعلم أو جاهل، والعلم شرف لا قدر له، إنه يرفع الوضيع، ويعز الذليل، ويجبر الكسير، به حياة القلوب وشفاء الصدور ولذة الأرواح، تذكروا معاشر الطلاب أثناء سيركم في طريقكم" أن من جد وجد ومن سار على الدرب وصل".

يا طالب العلم، إن المعلم يقوم بتنمية روحك، وتغذية نفسك، وإحياء عقلك وتربية مشاعرك واتجاهاتك، فيكون بذلك قد أنار طريقك وأعدك لمهمتك في الحياة. والذي نرجوه أن تحسن أدبك أمامه، وتهيئ نفسك لحديثه، وتفتح قلبك لأفكاره، فتسطرها على صفحات قلبك، وعليك أن تشيد بذكره، وتلهج بفضله، وتحترم مكانته، وتذكر ما قال عنه شاعر العرب الأكبر المرحوم الجواهري :
لو جازَ لِلمرءِ السجود تعبداً لوجدت دوماً للمعلمِ ساجِدا

وقال عنه الشاعر المرحوم احمد شوقي:
قمْ للمعلمِ وفه التَبجيلا كاد المعلمُ أن يكونَ رَسولا

يا طالب المدرسة، إن جهودًا كثيرة تستنفر من أجلك، جهودًا مالية وذهنية ووقتية، كل أولئك يتعاهدون سقاية نبتتك ورعايتها، حتى تؤتي أكلها بعد حين، فلتكن ثمارك يانعة، فالبيت يرجو منك ويؤمل، والمدرسة تبذل لك وتعلم، فكن عند حسن الظن بك خلقًا وعلما.

الرسالة الثالثة: إلى الآباء والأولياء:
إنكم أيها الكرام، شركاء للمدرسة في رسالتها، والبيت هو المدرسة الأولى التي يتربى فيها الأجيال وينشأ فيها الطلاب والطالبات.إن مما يعاني منه الغيورون قلة الاتصال بين المدرسة والبيت، حيث يظن بعض الآباء أن بتوفير لوازم المدرسة وحاجياتها قد انتهى دوره وقام بواجبه دون متابعة أو سؤال، والبعض من الآباء آخر عهده بالمدرسة عندما ألحق فلذة كبده بها.

أيها الآباء الكرام: اغرسوا في قلوب أبنائكم وبناتكم حب العلم والعلماء، اغرسوا في قلوب أبنائكم وبناتكم إجلال المعلمين والمعلمات وتوقيرهم واحترامهم، علموهم الأدب قبل أن يجلسوا في مجالس العلم. يقول الشاعر :

أقدم أستاذي على نفس والدي وإن نالني من والدي الفضل والشرف
فذاك مربي الروح والروح جوهر وهذا مربي الجسم والجسم كالصدف

أيها الآباء الكرام: احرصوا على تربية أبنائكم ومتابعتهم أثناء الدراسة، تخيروا لهم رفاقهم، واعرفوا أين يذهبون ومن يصاحبون وماذا يصنعون، وإياكم إياكم أن تهدموا في أبنائكم ما يربيه المخلصون في المدارس وقلاع العلم.

أهلا بالعام الدراسي الجديد .. وكل عام وانتم والوطن بألف خير .








* يمنع إعادة النشر دون إذن خطي مسبق من إدارة سرايا
طباعة
  • المشاهدات: 37720
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم