حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 27563

الدور الآخر للسائقين ..

الدور الآخر للسائقين ..

الدور الآخر للسائقين  ..

03-09-2015 09:44 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
لو سألنا أي مواطن ؛ ما هو الدور الذي يؤديه السائقون في مجتمعاتنا ؟ لأجابنا بما يلي : إن دورهم روتيني ومحدد بنقل الركاب من مكان إلى آخر ...
و لكن هذا الدور الروتيني والسطحي لن يقبل به السائق الذي ملك الإيمان الصادق وفهم المعنى الحقيقي لقوله تعالى : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ... وقوله تعالى :
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ( صدق الله العظيم ) .
فالسائق الذي يقود ويوجه مئات الركاب في كل يوم„ يمكن له أن يوجه عقولهم ؛ والسائق الذي يتحكم بأرواح الناس يمكن له التحكم في قلوبهم ، فبرأيي يمكن للسائق ولا سيما سائقي الحافلات القيام بدور : المرشد والواعظ والموجه والمصلح والموجه لسلوكيات الركاب ؛ ودون أن ينطق بحرف أو بكلمة„ واحدة ( معتمدا” على الكلمة والإبتسامة وعلى الأشرطة التسجيلية ) !!!
قبل أن تغزونا الموبايلات وبرامج التواصل الإجتماعي المختلفة ، والتي استخدمها البعض في جوانب ايجابية ؛ واستخدمها آخرون في جوانب هدامة ؛ كنت أذكر دائما” بأن السائق العمومي له دور مهم في تقويم واصلاح المجتمعات ، ولكنه لم يزل متقاعسا” أو جاهلا” بأهمية دوره الإجتماعي والإصلاحي ، والذي لا يقل أهمية عن أهمية برامج التواصل الاجتماعي المعروفة ، ولكنه دور السائق مرهون بوجود السائقين الغيورين والساعين لنشر قيم الخير والفضيلة في المجتمعات ....
وعلى الجانب الآخر ؛ فبعض السائقين قد يكونون معاول هدم للمجتمع وللاخلاق وللعقيدة ؛ في حالة إصرارهم على عرض الأغاني الساقطة والتفاهات على مسامع الركاب ...
وهذه التفاهات والموسيقى الصاخبة والأغنيات الهابطة ، ستظهر أثارها السيئة على سلوك الركاب في نواحي عديدة ، ومن هنا جاءت فكرة قيام السائقين بدور جديد لتوعية وارشاد الأجيال ولبناء المجتمعات ...
ولكن الواقع الحالي الذي نشاهده في أغلب حافلاتنا العمومية ، هو واقع سلبي ويعاكس ما نأمله ونبتغيه ، فأغلب السائقين يعرضون ما هب ودب من الموسيقى والاغاني الهابطة ... وأمثال هؤلاء يساهمون في تدمير القيم وهدم الأخلاق وفي تلويث الأمزجة والمشاعر ، وهم مذنبون أمام ربهم ، ويتحملون إثمهم واثم كل من طرب لهم ...
ولكن ، لو توفر السائق الملتزم والمنضبط والمثقف ؛ والذي يحمل في داخله هم ومشاكل المجتمع والوطن ؛ ويعمل على إرشاد وإصلاح المجتمع بالابتسامة والكلمة الطيبة ؛ ويشغل الأشرطة الهادفة للركاب ليتعلموا ويتعضوا ؛ فسنلاحظ تبدل الحال في مجتمعاتنا ، والسائق هنا يتقدم لمنارسة دور : المرشد والمصلح والمعزز للأخلاق وللقيم الفاضلة ، ويرتقي لدور الناقل للعلم وللثقافة ودون أن ينطق بكلمة أو حرف ... !!!
فعلى سبيل المثال لا الحصر : إذا رأى سائق الحافلة بأن غالبية ركابه هم من كبار السن ، يبادر لإسماعهم الأشرطة التي تحتوي على توجيهات لطرق التربية السليمة للأبناء ؛ وتعرفهم بحقوق الجيران وبحقوق الناس والمجتمع والوطن ... وإذا كانت غالبية ركابه هم من صغار السن أو من المراهقين ، يسمعهم أشرطة تبين لهم الآداب العامة ، وتوضح لهم دور الشباب المهم في صنع المستقبل وفي بناء الأوطان ، ويسمعهم مواعظ تبين ضرورة الإلتزام بالأخلاق الفاضلة وبالقيم النبيلة ؛ وتحثهم على بر الوالدين وعلى صلة الأرحام ؛ وتبين أهمية مساعدة الفقراء والمحتاج ؛ ويمكن عرض وصايا تبين للشباب بأن الحياة الدنيا هي تبادل سريع للأدورار ، فالصغير غدا” يهرم ؛ وكما تدين تدان ...
وإن لاحظ السائق بأن غالبية الركاب غلب عليهم النساء بادر لعرص الأشرطة” التي تبين دور المرأة في إعداد وتربية النشيء والأجيال ، والتي تحتوي على دروس توضح حقوق الأبناء والأزواج ، وتحث النساء والفتيات على العفة والحشمة ليحفظن أنفسهن من النفوس المريضة ومن الذئاب البشرية ... إلخ
لا يوجد سائق عمومي على علم بطبيعة ونوعية ركابه الجالسين من حوله ، فربما كان من بين ركابه من ينوي السرقة ؛ وربما جلس معه من بنوي الإجرام أو ارتكاب الفحش والمعصية ، وقد يكون بين ركابه العاق لوالديه والقاطع لرحمه والظالم لزوجته والمهمل لأبناءه ولاسرته ، وقد يكون من بين الركاب مدمن الخمرة والمفرط بالصلوات وبالعبادات ..... الخ ،
ورب كلمة طيبة منعت معصية ؛ وأعادت الرشد لعاق„ أو لقاطع الرحم ؛ ورب موعظة صادقة أوقفت جريمة ؛ ورب آية قرانية أرجعت منحرف لصوابه ولفطرته ولعقله ، ورب حديث نبوي شريف كان سببا” لتوبة منحرف وعاصي ، أو كانت سببا” لتوبة عاق„ لوالديه أو قاطع„ لرحمه أو ظالم„ لأهله ...
لذلك فدور السائقين رئيسي واذأساسي في الحياة ؛ وهو دور مكمل لدور المعلمين والتربويبن ولدور الوعاظ وأئمة المساجد ؛ ولكنه دور معطل ؛ ولو جرى تفعيله ووجه للوجهة الصحيحة للمسنا أثاره الطيبة على مجتمعاتنا ...
وأخيرا” فأمام السائقين ثلاثة خيارات وهي : إما البقاء على الدور الإعتيادي المحدد لنقل الركاب ، وإما ممارسة الدور السلبي المدمر للأخلاق وللقيم عن طريق الأغاني الرخيصة والوضيعة ؛ أما الخيار الآخر فهو ارتقاء السائق لممارسة دور الداعية والمرشد والموجه للمجتمعات ؛ بالاعتماد على الأشرطة التسجيلية الهادفة ودون أن ينطق بحرف ...








طباعة
  • المشاهدات: 27563
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم