05-09-2015 10:46 AM
سرايا - سرايا - المؤذن في القاهرة القديمة يعد من علاماتها البارزة التي لا يمكن لاي زائر الاّ وأثارت إهتمامه وتساؤلاته عن ماهية عمل هذا الرجل الذي يقف بأعلي مكان بالمدينة.
المئذنة تملأ مقدمة اللوحة بالجانب الايمن، بينما ترك الفنان النصف السفلي للجانب الايسر للمدينة ومآذنها العالية، وترك باقي المساحة اليسرى للفراغ السماوي.
واذا نظرنا لهذه القسمة نراها وقد اعتمد فيها الفنان علي نفس ما اعتمد عليه في اللوحة السابقة، فقد اعتمد النسبة المعروفة بإسم النسبة الذهبية في تقسيم اللوحة !!
مكونات اللوحة القريبة وتحديداً الواقعة في الثلث الرأسي الأيمن واضحة جداً وهذا طبيعي فهي قريبة من المشاهد. وعلى العكس من ذلك، مكونات الجزء السفلي الايسر للوحة وضوحها أقل، ويقل تدريجياً كلما اتجهنا إلى بعيد. بينما نرى السماء لا شيء فيها ولا حتي السحب ولا حتي طائرٌ شذ عن سربه في الافق.
ألوان اللوحة اختارها الفنان من مجموعة البنيات ويكثر استخدامها في رسم المدن القديمة التي يغلب البناء فيها بالحجر، وقد ابتعد الفنان تماماً عن الألوان كالأحمر مثلا وباقي الالوان الساخنة لإنها تشير الى الحركات العنيفة وهذا يجعلها غير مناسبة لهذه اللوحة التي اراد الفنان أن يبرز فيها الجوانب الروحانية لطبيعة المؤذن.
وكذلك ابتعد تماماً عن الالوان كالأزرق الصريح في تلوين السماء لأنه كان سيتنافر تماماً مع باقي الوان اللوحة.
يبرز هنا اختياره للون السماء القريب جداً من باقي مجموعة الوان اللوحة ليشير الى إمكانيات الفنان اللونية العالية ودقته في الاختيار.
المئذنة رسمها الفنان بملامحها الدقيقة فأظهر فيها أعمدة متنوعة وتيجان وحلي زخرفية بأعلي الاعمدة.
أبدع الفنان في تصميم المئذنة بواقعية، وبالرغم من انها لم تظهر كاملة في اللوحة الاّ أن الفنان عوض عدم ظهورها كموضوع اساسي في اللوحة بإظهار العديد من المآذن الاخرى بأشكال متعددة عن بعد في الافق، كما أظهر العديد من القبب.
في هذه اللوحة ينتصب المؤذن، قامته نحو السماء، مناديا للصلاة وقد ترك نصفه الأسفل منتميا الي الأرض وعلا بنصفه الآخر الي السماء، سما كذلك بروحه عن الارض محققاً بذلك الهدف الأسمي من بناء المئذنة في صورة جسدية ونفسية نراها في ملامح وجه الرجل وقفته الساكنة، ووجهه الخاشع نحو السماء.الرأي