بقلم :
هل كانت الحملة التي انطلقت على رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس حسني أبو غيدا مبررة من النواحي الأخلاقية والقانونية والإجرائية ؟؟؟ نجزم أنها غير كذلك وقد أوضحت الدائرة القانونية في السلطة موقفها الواضح من هذه المسالة كما قال مدير عام المناطق الصناعية ان العطاء لا تشوبه شائبة من الناحية الإجرائية والقانونية وقد أحيل وفق الأسس المتبعة كأي عطاء آخر فاز فيه المكتب الذي قدم أفضل العروض ولم يكن للسلطة أي دور في العطاء الذي تتولاه المنطقة الصناعية والوكالة الأمريكية كما ان قانون السلطة قصد بمفهوم المنفعة لرئيس السلطة واعضاء مجلس المفوضين وأقاربهم من الدرجة الأولى بان لا تكون لهم منفعة مع السلطة ولم يشر بشكل او بآخر ان تكون المنفعة مع المنطقة الخاصة بشركاتها ومؤسساتها وبين الاثنين فارق واضح وكبير . والسؤال الأهم .... هل إذا تولى أي مهني مسؤولية عامة يصبح نشاطه ونشاط أقربائه المهني موقوفا الى ان ينهي ذلك المنصب او تلك الوظيفة وهل ينبغي ان تتوقف كل نشاطاته التجارية الاستثمارية ونشاطات أهله الى حين الانتهاء من المنصب الذي لم يعد هذه الأيام يغني او يسمن من جوع وأي عقاب جماعي هذا الذي يتيح توقيف أعمال المسؤول وأقربائه الى أمد غير محدد . وعودا على ما اخذ على أبي غيدا ... الم يكن بالإمكان معالجة الموضوع بصيغة تحترم مشاعر الرجل المسؤول وتحترم حقه في الدفاع عن نفسه ما دام ان هناك إجماع على أن لا صبغة ولا شبهة إجرائية في الحدث؟؟؟ وهل يجوز للصحافة ان تنبري لمواجهة الرجل دون ان يستكمل أي تحقيق في الموضوع يبين أماكن الخلل ان وجدت .... الكثير من الأسئلة ما زالت معلقة تنتظر الإجابة وما زال الرجل الذي فوجئ بالهجوم الكاسح عليه من جهات شتى يرفض أي تعليق لكن هناك ردود فعل جماهيرية في العقبة تؤكد ان أداء الرجل كان متميزا في العمل وكان متفانيا في توصيل رسالة التنمية للإنسان المستهدف منها ولم يكن يطل على الناس من برج عاجي بل تلمس معاناتهم في مواقعهم وعمل على حل ما يمكن منها وفقا للأولويات والإمكانيات وقد وجد عند تسلمه قيادة السلطة الكثير من البؤر التي تحتاج الى تعديل مسار وتصحيح في الأداء وكان مترويا في تعديل ما وجد لكنه ربما أطال في ذلك كثيرا لانشغاله بتشخيص الواقع ولرغبته كما اسر في أكثر من مجلس ان لا يظلم أحدا وأخيرا كان هو أول من ظلم .
نحن كنا وما زلنا من أنصار الشفافية والمسائلة ومحاسبة المسؤول على أية أخطاء يرتكبها او أية استثمارات تفوح منها رائحة الفساد لكننا أمام حالة أبي غيدا لم نجد فسادا ولم نجد استغلالا للمنصب وما وجدناه إن هناك رغبة لدى البعض في الإطاحة بالرجل لأسباب ليس الفساد احدها وما زلنا ننتظر توضيح الحقيقة للناس كي لا يؤخذ أبي غيدا بجريرة لم يرتكبها ويعاقب على عمل مشروع مائة بالمائة .
العقبة / رئيس تحرير صحيفة القلعة الاقتصادية