سرايا - سرايا - بصرف النظر عن عنوان معرض هيلدا حياري « وجوه ضد الحرب» وما يحمل من رسالة من كل البشر التي تمقت الحرب والدم فان لوحاتها المعروضة في دار المشرق حملت ما هو بليغ عن الحرب وشراستها وباللون والخط والزخارف اعلنت موقفها سابقا ولاحقا.

تمضي الفنانة حياري في البحث في ثيمة الوجه ونصف الجسد , وابطال لوحاتها في وضع مواجه لنا او يشيحون بوجوههم عنا اوحضور ثنائي متحاور وغيرها من التشكيلات , تلك هي بنائية الفنانة وطريقة تموضع الاشكال على السطوح التصويرية لدى الفنانة.

لجات الفنانة في تكوينها الى مفردة البورتريه وخلفية بلون واحد صاف او شاحب او لونين فيما الوجه يحمل كل الاشياء ومثقلا بكل الاشارات والمفردات , والخراب انعكس على الوجه شظايا ودخان ووميض قذائف وجروح ودموع.

الوجه عند هيلدا شاشة عكست كل ما حدث ويحدث الان وفضحت كل المتواطئين في الحرب ايما حرب في كل مكان ودور الكل في الحرب من الاقتصاد الى الدين الى الفكر التقليدي وحتى الصناعة وحتى الاغلبية الصامته كان لها دور , حتى غدى الجميع ضحايا الحرب التي اختلطت فيها كل الاوراق.

المساحات اللونية المتداخلة والشظايا اللونية المتعددة الاتجاهات والنقط والزخارف والحروف العربية والمفردات الاخرى وتنويع الاشتغالات الفنية والتقنيات من الاسالة للون والازاحة والهدم و كشط اللون والرشق اللوني كلها خدمت التجربة واغنتها ومنحتها تعبيريتها المنشودة.

بعض البورتريهات التي انقسمت الى مساحتين لونيتين او اكثر منحتها قيمة اكبر فالمتلقي امام فضاءات لونيه خدمت تجربة الفنانة وجاءت متوافقه وافصحت الفنانه عن الانثى في لباس الراس والوجوه النحيفة وبعض منها يحمل ثيمة الحب « القلب» تقدمه للجميع , في حين ظهر الرجل الذكر بوجه اكبر واضخم وهو اشارة الى ان الذكورية هي المسيطرة وانها هي التي اتخذت قرارات الحرب على مدى التاريخ.

تجربة حياري ثرية وممتعة للمتلقي وتحمل الكثير من التعبير والرسائل وباللون تهمس لنا عن معاني الحياة التي تبارك لها ولاولاد الحياة التواقون للحب من هنا زينت بعض الوجوه بالحب والورود ورشت بعض منها بالمطر والنقاء.الرأي