07-09-2015 09:36 AM
سرايا - سرايا - قال أمين سر منتدى الفكر الديمقراطي عبدالله حموده: إن الفن ينفذ إلى كل حواسنا. وبالطريقة نفسها تعرض الشاعر الموهوب أبو القاسم الشابي واتُهم بالردة وحوكم على قصيدته (إذا الشعب يوماً أراد الحياة). ولكن بقي أبو القاسم شامخاً... والقائمة تطول للفنانين الملتزمين والثوريين بالمحاكمة والطرد والقتل.
وأضاف في ذكرى الفنان ناجي العلي التي نظمها المنتدى مؤخراً إن التاريخ علّمنا إذا قص الرقيب لسان الفنان الحقيقي يخرج بدلاً منه ألف لسان. وإذا قص النظام ذراع الفنان سينبت بدلاً منه ألف ذراع.
وقدم الكاتب حسن ناجي، ورقة بعنوان»ناجــي العلـــي..صفحة من أوراق حنظلة»، منذ صرخته الأولى على أرض بلدته الشجرة اصطاده الوجع ، وجع الرحيل عن الوطن ، ووجع الإقامة في المخيم ، لكنه ما انحنى لهذا الوجع ، شاركه سكان المخيم وجعه ، ثم بيروت ، وكل العواصم العربية وكثير من عواصم الغرب ، كان متسامحاً حتى السذاجة إلا في قضيته الأولى فلسطين.
وأضاف كم كان وجع الغربة يا ناجي ، وكم كانت خيانات أكثر وجعاً ، كم تحمّل قلبُـك الصغير كلَّ هذا الوجع المر ؟ ليس ترفاً ما رسمت ، فكل الذي رسمته لنا ما يزال بيننا ، صليبٌ ينبت بين مقابر الشهداء ، وهلالٌ يدق الأجراس ، وثوبٌ فلسطيني تلبسُه كل نساء العرب.
أما الباحث عوني صادق، فقدم في الحفل الذي أدارته هناء الأعرج ورقة بعنوان، عن ناجي العلي في ذكراه الثامنة والعشرين (ذكريات ومشاهدات)، وقال: بدأت معرفتي بالشهيد ناجي العلي أثناء حرب حزيران 1967. كنت قد وصلت الكويت قبل ذلك بثلاث سنوات، وعملت موظفا في شركة نفط الكويت، خارجا من تجربة صحفية قصيرة في عمان، ولم أكن راغبا ولم أعد بالفعل للكتابة والعمل الصحفي حتى وقعت الحرب.
وأضاف في تلك الأيام، التحقت كاتبا متطوعا في مجلة (الطليعة) الكويتية، وكانت لسان حال القوميين العرب في الكويت. دخلت المجلة ووجدت فيها ناجي، وكانت المرة الأولى التي ألتقيه فيها على مستوى شخصي، كما استعرض عمل الفنان العلي في صحف كويتية، وموقفه من «خط المفاوضات» مع إسرائيل من قبل بعض القيادايات الفلسطينية.
وتساءل صادق، لماذا نتذكر ناجي العلي؟ بل لماذا يتوجب علينا أن نتذكره؟ مجيباً ما جعل ناجي العلي هذا الرمز الوطني الذي نعرفه ونفتخر به هي مواقفه، انتصاره لشعبه وأمته والفقراء فيهما والدفاع عن حقهما في الحرية والحياة الكريمة.الرأي