07-09-2015 10:06 AM
بقلم : زيد القعيسي الشوابكة
طالما قال القائلون عن أمتنا: إنها ماتت، وطالما فرح الشامتون بموتها، وطالما نعاها نعاة الاستعمار على مسمع منَّا، وأعلنوا البشائر بموتها, كيف لا وهذه الأمة التي تألبت عليها الأيام، واجتمع عليها الناهشين الكلاب وبات العالم ينصب ناهبً وطامعً , هذا العالم كله مسير إلى غاية مشؤومة، متوقع لضربة قاضية، تُنسي الماضية، وهو يستنزل الغيث من غير مصبه، كيف لا و عوارض الموت وأسبابه كلها موجودة فيها من الجهل، والفقر، والتخاذل، وفساد الأخلاق، واختلاف الرأي، وفقده الانسانيه , هذه الأمة كَبَا بِها الزمن، وأدارها على غرائب من تصاريفه حتى أصبحت عوناً له على نفسها، كيف لا وهذه ألامه انكمشت فيها الحريات ، وخارت القوى المادية والأدبية، وسيطر على موازين الحياة العامة نفر من الجبابرة أمكنتهم الأيام العجاف أن يقلبوا الأمور رأساً على عقب، وأن ينشروا الفزع في القلوب، وتشبثت بها الفتن طولاً وعرضاً، فهي كحريق هائل كلما انطفأ في ناحية اندلع في ناحية أخرى ! فما تساوى الحياة وما تساوى ألامه كلها شيئا إذا استرخصت فيها حياة فرد.
فلسطين الغالية قد ضاعت ودمرت , أطفال غزه لم يطمحوا بملابس جديدة أو مراكب تسير بهم للهوا واللعب بل كان يكفيهم إن ينام الطفل بجوار أمه فقط للصباح , تموت الأمهات كل صباح! وكان يكفيه إن ينتظر أباه عائدً من مخبز , يموت الأب ولا طعم للخبز ! وعراق الرشيد جرحنا الثاني النازف، الملايين من شعبه مشردة، وبنية تحتية مدمرة، ونهب وسلب لمقدراته، وفساد بالمليارات وسوريا ماذا حلّ بك وبشعبك العظيم وبتاريخ أجدادك ورائحة ياسمينك في حواري الشام ؟ اليمن , لبنان, مصر, ليبيا , ماذا أضاعت ألامه اكبر قدراً من الكرامة ! لم تضُع شيء!