09-09-2015 09:08 AM
سرايا - سرايا - بعد مسرحية «شروق الأمل» التي قدمها في الدورة السابقة للمهرجان، بمظهرة عرضها، لغة مسرحية استعراضية جمالية غنائية راقصة، يواصل المخرج سمير الخوالده تقديم أسلوبه الأثير لديه فيما حققه في «مملكة النحل» من تأليف العماني عماد الشنفري، وبمشاركة مصممة الاستعراضات اخلاص كساسبة في العرض الافتتاح لمهرجان مسرح الطفل الثاني عشر.
تستهل الأحداث في المشهد الإفتتاحي بحضور فضاء سينغرافي، طرحه حقل من العلامات الدلالية، جسدته إضائة بارعة، لم يذكر كتيب المهرجان مصممها وإنما منفذها كفاح قباجه، بالتعاضد مع جماليات نقوش وخطوط أزياء الشخوص التي صممتها ونفذتها فكرية أبو خيط، وكانت الثنائية البصرية في هذا الفضاء،تحضر بقوة في اللونين: القاتم الذي يميل إلى السواد في ملابس الشخوص، ومن جهة ثانية في اللون الأبيض (الحليبي) لمفردات الإضائة والأكسسوارات.
وفي هذا الفضاء تبدأ شخوص النحل بالاستيقاظ، عبر لوحة تعبيرية غنائية راقصة، بدأت بتعريف المتلقي على واقع حياة خلية نحل، بتناغم العناصر التي شكلت جماليات هذه اللوحة من إضائة، وحوار، وغناء، ورقص، وملابس، وموسيقى.
فيتعرف المشاهد عبر تلك الجماليات على النظام الصارم الذي أودعته القدرة الألهية في حياة النحل، الذي تقوده ملكتهم في مجتمعها، والذي من أهم سماته العمل الجماعي المثابر المنظم، وتضحية الفرد من أجل الجماعة، والجماعة من أجل الفرد، والتي كانت تشذ عنه النحلة سلومة بحبها للمرح واللعب.
لعبت الإضاءة دورا أساسا في التأشير الدلالي على التعاقب الزمني الداخلي للعرض، فكانت في كل مرحلة من تطور الأحداث تطرح أسلوبا ولونا مختلفا عما قبله، فبعد أن تحكم ملكة النحل على (سلومة) بالنوم خارج خلية النحل لعدم انتظامها في العمل واتساخ جسدها وملابسها، تمهد الإضاءة الحمراء المنتشرة بدخول الخطر القاتل المتمثل بحضور شخوص الدبابير.
وكذلك الأمر، كانت أساليب الإضاءة تتغير، مع مجيء شخوص الفراش والنمل لمساعدة سلومة في انقاذ مجتمع خلية النحل التي تجيء تحت شجرة بفعل هاصفة هوجاء ضربت الغابة التي تقيم فيها مملكة النحل.
كما لعبت الأغاني دورا مهما في البناء الصوتي للعرض، فكانت عنصرا مشاركا في نسيج الأحداث، وبخاصة في تقوية وتنويع نظام التواصل: في مجتمع النحل (كلنا سواء نعمل للبناء)، وحضور مجتمع الفراش (نحن الفراشات نحلق في الفضاء..نعيش برخاء).
كما وأحدثت الموسيقى التي ألفها ووزعها جوزيف دمرجيان، علامات صوتية؛ أثثت رموزها ومعانيها الفضآت المختلفة للمسرحية بالمعنى والإيقاع، وحملت مؤثراتها الصوتية، وجملها وألحانها للأغاني التي كانت مشاركة في السياق في طرح رسائل المسرحية.
ورغم الحضور الضئيل للديكور، إلا أن قوة الفعل الدلالي الناجم عن أداء تقنيات جسد الممثلات، عبر اللوحات الجسدية عوض عن ذلك ببلاغة تعبيرية؛ بإيماءاته وحركاته وتعابير وجوههن، ومجسمات الأشكال الجسدية بمختلف منظوراتها التي أنشأنها.
وبعد تحليل علامات هذا العرض الدلالية، ومحاولة تفكيكها، نجد أن الرؤية الإخراجية للخوالدة برعت، في مظهرة اللوحات الراقصة التي تأسست على أنساق التعبير الجسدي، وتحولت في السياق علامات دلالية مركزية، تواصل معها المشاهدسواء من الأطفال أو باقي أفراد الأسرة إلى مساحات غير قليلة من التنوير.
ضم فريق المسرحية من الممثلين كل من: آمال العزب، و ناريمين الفاعوري،ورانيا سامي، وروان ثلجي، وسيرين الفاعوري، وسلمى المجالي، و وعرين خوري، ورهف العجارمة، وسارة، وجنى العزب، وفرح المجالي، وفرح محمود، وهبة دنف.وصمم ونفذ الديكور: وليد ارشيد، والأشعار عيسى هلال، و مدير الانتاج: احمد الصمادي..
إلى ذلك جرى حفل كرنفالي قُبيل عرض المسرحية، ضج بالفرح، تفاعل خلاله الطفال مع الأغاني، والمهرجون، وشخصيات كرتونية، والرسم على الوجوه، والسحب على جوائز منوعة، وتوزيع الهدايا على الأطفال، في الساحة الخارجية للمركز الثقافي الملكي،
حفل الافتتاح ضم كلمات لمدير المهرجان ومدير مديرية الفنون والمسرح محمد الضمور، والفنانة عبير عيسى، رحبا خلالها بأمين عام وزارة الثقافة مأمون التلهوني، راعي الإحتفال مندوبا عن وزيرة الثقافة، والضيوف، وجمهور الأطفال وعائلاتهم.الرأي