29-08-2008 04:00 PM
أكثر ما يدعو للاستغراب هو أن يتصدى حزبي وبلغة تهديد ووعيد غير مسبوقة للمناكفة السياسية التي لا طائل منها ، فالدكتور خالد الكلالدة أمين عام حزب اليسار الاجتماعي أرغى وأزبد هذه المرة حتى أصاب الجميع بحجارته تحت لافتة الوطنية عندما حذر الدكتور باسم عوض الله من محاولة زيارة حي الطفايلة أو حتى الاقتراب منه!
لا يحق لأي كان ان يملي على مسئول أردني بمرتبة وزير بلاط حركاته وسكناته
او ان يمنعه من زيارة أي من ربوع الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.بحجة انه يسوق نفسه ويلمع ذاته فهذا خطاب المفلسين سياسيا.
مشكلة حركة اليسار الاجتماعي أنها نصبت نفسها منذ أعوام وصية على عقول الأردنيين وتحدثت باسمهم على الرغم من رصيدها المتواضع في القاعدة الشعبية قياسا بتيارات وأحزاب أخرى في الساحة الأردنية . فتحدثت عن الهوية الأردنية بتطرف وإقليمية وانشغلت بالهم الفئوي والجهوي أكثر من انشغالها بالهم الأردني الحقيقي او حتى على الأقل الانشغال بتكثير سواد حزبها الذي لم يتجاوز بعد عتبة قانون الأحزاب الأردني وشروطه على حد علمنا .
في المرة السابقة قامت الدنيا ولم تقعد لان الدكتور باسم عوض الله لبى دعوة لمجموعة من أبناء الكرك ، وخرج البعض ليصدع رؤوسنا مجددا بحكاية الولاية العامة ومراعاة الأعراف الدستورية. متهمين عوض الله بالتغول على دور الآخرين ومحاولة تلميع وتسويق نفسه وكان الأخير سيعدم الوسيلة لذلك.
اليوم يعود ( اليسار الاجتماعي) بأسلوب الدكاكين السياسية الرخيص إلى التطرف والمبالغة في التحذير من عوض الله بحجة محاولة الرجل التغلغل بين القوى الأردنية التقليدية .
الحكاية كما نراها ان ثمة من يرى في برنامج عوض الله الذي يختلف معه كثيرون ومن بينهم الكلالدة وحزبه خطرا على المنتفعين والاستغلاليين وأصحاب الأجندة الفئوية والإقليمية .
فمن الواضح ان حركة اليسار الاجتماعي التي (تسللت) منذ بضع سنوات إلى الساحة السياسية والحزبية في الأردن تسعى جاهدة نحو الجماهيرية من خلال إثارة النعرات وبخطاب تحريضي . ومن الواضح أكثر ان اليسار الاجتماعي تنظيم هلامي غوغائي يقوم على تعظيم شأن كل ما هو خلافي.والتقليل من شأن كل ما هو توفيقي وتقريبي. فأدبيات الحزب مليئة بالخطاب المسيء لكثير من مكونات المجتمع الأردني .
نفهم أن يعارض اليسار الاجتماعي نهج الخصخصة واللبرالية والرأسمالية لكن ما لا نفهمه هو هذا الإسفاف والمبالغة في التحذير من عوض الله الذي يرأس بيت الأردنيين بثقة كاملة من الملك عبد الله الثاني.والذي قد يغادر المشهد السياسي برمته في أي لحظة.وتغادر معه كل مخاوف المشككين.
تصريحات الكلالدة وكتاباته ، ومن قبله المفكر الاممي ناهض حتر المسكون بهواجس الوطن البديل والخيار الاردني تحمل في طياتها إساءة واضحة للأردنيين من كافة الأصول والمنابت . فهي تتناول مسألة المواطنة وفق هذا المبدأ وتتجاوز الموقف المعلن للقوى السياسية الأردنية والفلسطينية والتي تمثل الشارعين بعدم التنازل او التفريط بحق العودة .
dilawani75@hotmail.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
29-08-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |