12-09-2015 08:52 AM
سرايا - سرايا - اتكأت مسرحية «العسل المبرطم»، التي قدمت على مسرح هاني صنوبر، الذي ألف نصها حسن ناجي عن نص التركي عزيز نيسين، وأخرجها عمران العنوز، على تقنيات مسرح الطفل، التي من أهمها الإفادة من حب اللعب، والألوان، والاحتفال واستخدام الخيال لدى الأطفال، وتوظيف عفويتهم وفطريتهم ضمن نظام التلقي، والإفادة من جماليات الموروث الشعبي، أثناء انشائه لهذه المسرحية المشاركة في المسابقة الرسمية على جوائز مهرجان مسرح الطفل الأردني في دورته الثانية عشر.
جاءت المسرحية احتفالا بالجمال وبقيمه؛ فضجت بالأغاني الطارحة لمعاني المسرحية، لتحقيق جمايات بناء المسرحية السمعي،
(نبني البيوت نزرع الأشجار..وأرضنا بطهرها سجادة صلاة)، و(أرحل يا شهبندر وطني أجمل وطني أكبر).
وحضرت الألوان الزاهية في البناء البصري للمسرحية، وبخاصة في أزياء الملابس لمختلف الشخوص، كما وأفادت الرؤية للشريكين ناجي والعنوز في استخدام الخيال الفانتازي، الذي جاء خلاقاً في توظيفه في حكاية العرض.
وجاءت مقترحات السينغرافيا، مدهشةً لجهة أنها غيرمكرورة في تنفيذ فكرة خروج الشخوص من الكتاب، إذ أن هذه الفكرة مكرورة كثيرا، ولكن تنفيذ مقترحها ديكوريا مجسدا كتابا ضخما على الخشبة، هي الأولى من نوعها في المسرح الأردني. فظهر هذا المجسد بما يضج من جماليات، علامة مركزية أشرت دلالاتها منذ بدء أحداث المسرحية.
المسرحية فيما حملت محمولاتها من المعاني والرسائل، ليس أنها فقط موجه إلى الأطفال، بل للكبار من أفراد الأسرة الذين شكلو الحضور الأساس للمسرحية، وطرحته حوارات الشخوص حول عدم استخدام القوة ما دام هناك خيار آخر يمكن توفيره ألا وهو الحوار، للحفاظ على الأمن الاجتماعي والاقتصادي.
يتكون فريق العمل: الكبار: خالد مسلماني، هناء الشوملي، عبد الله ربابعة، عرار العنوز. الأطفال: سلام أبو الهيجا، ونعيم محمد، يحيى عاشور، وروان مناور، وأحمد شواهين، وكريم هاني، وملاك العنوز، وزيدان عبيدات. الموسيقى: عمران فرحات، ولؤي فرحات. إضاءة فراس المصري، مكياج أسامة النحاس، أزياء:حنان محمد، ديكور: عمر العيد ومعتصم العيد.
«أميرة الشمس» لغة مسرحية شدت أحاسيس الأطفال بـ «حبل التشويق»
إلى ذلك شهد مسرح محمود أبو غريب تقديم أول مسرحية مشاركة ضمن العروض الموازية في المهرجان، وهي «أميرة الشمس» من تأليف غسان كنفاني، وإعداد سامي المجالي وسهاد الزعبي، وإخراج سهاد الزعبي.
وإذا كان عنوان المسرحية «أميرة الشمس» يشكل الباب الذي من خلاله ندخل إلى عوالم المسرحية، فإننا نجد أنفسنا وبعد أن تواصلنا مع مشاهد ولوحات عرضها، أننا كُنا أمام عنوان رمزي، جاء تفكيكه في عقل ووجدان المتلقي إلى أن الشمس بما تمثله من طاقة ونور وأهمية للحياة، ترمز إلى الحضور البشري في المجتمع الذي يتأسس على التعاون فيما بين أعضائه.
اشتغلت الرؤية الإخراجية في تأسيس نظام التواصل بين الفعل علىى خشبة المسرح ومن الجهة الأخرى المشاهدين، على عنصر التشويق. ولعبت الأغنية دورا قويا في طرح الرسائل الأخرى الثانوي في التحريض على الثورة والظلم والإستبداد، المتعارف عليها في مسرح غسان كنفاني؛ (حطموا الأبواب حطموا الأسوار) في سياق أوامر الأميرة للحرس والحاشية، حتى تدخل أشعة الحرية والتغيير إلى دواخل وردهات القصر الملكي.
كما لعبت موسيقى ومؤثرات عدي شواقفة دورا فعالا، في التعويض عن حضور الشحن والتوتر الدراميين في الحوارات، وبخاصة في المشهد الختامي عند اختياره لمقطوعة كارمينا بورونا لبتهوفن، والتي جسدت فعل الثورة على السائد في القصر بتحطيم أسواره ليحدث التواصل بينه وبين الناس خارجه.
فريق المسرحية: آية عبيدات، وصابر شحادة، وعبدالله أبو نجم، ورنا أبو ميزر، ألحان وتوزيع موسقي عدي الشواقفة، ديكور وسبنغرافيا وأزياء سهاد الزعبي، وساعد مخرج صابر شحادة.
..و«علاء الدين».. مسرحية للأطفال توظف الخيال في خدمة الواقع
دعت مسرحية «علاء الدين»من تأليف هيفاء الآغا وإعداد وإخراج حيدر الكفوف، المشاركة في الدورة الثانية عشرة لمهرجان مسرح الطفل، إلى العودة إلى الفطرة الإنسانية التي أودعها الله في النفس البشرية، أثناء إقامة الأفراد علاقاتهم الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
كما ودعت هذه المسرحية، التي قدمت أول من أمس على خشبة مسرح محمود أبو غريب، في المركز الثقافي الملكي، إلى التأمل في قدرة الخالق في تسيير حياة الناس إلى الخير، تجلى ذلك في جميع أغاني المسرحية المشاركة.
(قف وتأمل وتدبر بهذا الكون تفكر سبحانك يا إلهي وانظر بنعم الله تفكر).
ابتدأت الأحداث في حارة شعبية، عبرت عنها واقعيا، جماليات الديكور الرمزي لبيوت شخوص المسرحية: (علاء الدين) جسدها حمزة العلاف، الغارق في عالم الأحلام والهلوسات، وألولع الشديد بحب الشخصيات الكرتونية وبخاصة شخصية سوبرمان، والثاني (سعيد) قدمها ماهر الحراسيس الذي يختلف عن صديقه علاء الدين؛ إذْ أن الأخير يعيش حياته برؤية واقعية ومنطقية، كما فطرها الله عليها.
أما الشخصية الثالثة حكيم الحي (أبو صالح) إسماعيل حوامدة، ذو الرؤية الراجحة بالنسبة لأهالي هذا الحي، الذي يتفق مع الشخصية الرابعة (المهرج) والذي يقدمه حيدر كفوف، لإخراج (علاء الدين) من أجواء الخيال الجامح الذي قاده هذا الخيال ليكذب على من حوله، بأنه سوبرمان يطير في مختلف أنحاء الكرة الأرضية.
الأمر الذي عكس على حياة علاء الدين الدراسية، فأصبحت علاماته تتراجع، فضلا عن انطوائه على نفسه، وفيتفق (أبو صالح) و(المهرج) على أن يمثل المهرج دور العفريت الذي يحقق أماني علاء الدين.
ويمثل المهرج دور العفريت ليمثل أمام علاء الدين أنه خرج من إحدى المصابيح القديمة، ليحقق له أمنياته بالطيران، والحصول على علامات مرتفعة في المدرسة.
وينجح المهرج، أثناء هذا المقلب، بإقناع علاء الدين بالتخلي عن أوهامه بالطيران، وأن الحصول على العلامات المرتفعة تحتاج إلى الجهد والمثابرة على الدراسة.
على مستوى الأداء المسرحي لعناصر العرض، حدث تحسن قوي بعد الربع الأول من العرض مع دخول حيدر كفوف بشخصية المهرج يعزف ويغني على آلة الأكورديون، الذي شد أحاسيس الأطفال لخفة ظل هذه الشخصية؛ ضحكا وانفعالا ومرحا.
المعالجة الدرامية كانت تريد توظيف أدب الأساطير، والروايات الخيالية لشحذ الخيال واستثماره في خدمة الواقع ، ولكن ليس ليصبح منهاجا في الحياة للدرجة التي ينأنى بهم هذا الخيال عن النجاح في الحياة الواقعية كما حصل مع شخصية علاء الدين.
واختتم العرض بمشهد غنائي حميم جمع الأطفال الحضور والممثلين على الخشبة بأغنية (قف وتأمل وتفكر في هذا الكون وتدبر/ تدرك إعجاز الله ليصبح إيمانك أكبر)».الرأي