12-09-2015 08:55 AM
سرايا - سرايا - كأن صوتها ما يزال يتردد في الذاكرة التي تستعيد حكايات الماضي ، سلام لك» والسلام عليك» ، منذ قدمت بصوتك الذي كان يلامس الوجدان في «رسائل شوق» الذي كان يمثل جسر تواصل بين الاهل في الضفة الغربية والعالم.
وكأن الصدى يردد «لمسة حنان»، وهي تتحدث في برنامج «الاسرة»، وتختار من جميل الغناء العربي وأعذبه في «ما يطلبه المستمعون»، وكما الصور تبقى، فإن الصوت الصادق يبقى ملياً ولا يغادر الأسماع بعد مرور أحد عشر عاماً، ويصادف ذكرى رحيل الاعلامية والاذاعية كوثر النشاشيبي.
الراحلة كان لها بصمات على المسيرة الاعلامية المرئية والمسموعة، حيث عملت في اذاعة القدس، ثم في الاذاعة الاردنية منذ تاسيسها، وارتبط اسمها بابرز البرامج الانسانية.
حظيت بتكريم من جلالة الملك عبدالله الثاني بمنحها وسام الاستقلال من الدرجة الثانية، تقديرا لجهودها الاعلامية.
عملت في حقل الدراما التلفزيونية الاردنية وقدمت فيها العديد من الادوار اللافتة ابرزها: ممثلة رئيسية بالمسلسلين الشهيرين «ابراهيم طوقان» و»حارة ابو عواد».
جمع صوت الراحلة شمل العديد من العائلات عبر جسور اثير الاذاعة الاردنية. وظل صوتها شريانا يتدفق بالحياة بين بيوت الاهل وقلوبهم على ضفتي النهر التي مزقتها حراب الاحتلال، حتى صارت كوثر النشاشيبي صديقة الامهات الملهوفات وواحدة من افراد العائلة التي تدخل البيوت بدون استئذان.
ابصرت الراحلة النور في مدينة القدس من اسرة مقدسية العام 1930. ويعد العام 1965 الانطلاقة الحقيقية لكوثر النشاشيبي عبر اثير الاذاعة الاردنية بتشجيع من الشهيد وصفي التل الذي اقنعها بان تنتقل الى عمان وتعمل في الاذاعة.
صدح صوتها ولمع اسمها في فضاء الوطن، فكانت شاهدة عيان على احداث مسارات فاصلة في تاريخ المنطقة الحديثة، ومنذ تلك اللحظة دخلت كوثر النشاشيبي كل بيت وسكنت القلوب، وما يزال صوتها محفورا في ذاكرة الناس الذين تعاملوا معها وهي التي قدمت عبر اثير الاذاعة هموم الناس واستغاثاتهم ورسائل محبتهم.