12-09-2015 09:54 AM
بقلم : محمد أمين محمد المعايطة
تحركت شاحنة الطرود بعد أن أفرغت جزا من حمولتها على البسطاء والفقراء من اللأ سر العفيفة الاان صابر بطل قصتنا جاء متأخرا مما اضطره أن يلحق بالسيارة راكضا خلفها لعل أن يراه سائقها فيتوقف فيظفر بأحد الطرود لأنه معدم كادح الاانه ولسوء الحظ لم يتمكن من اللحاق بها رغم انه كان يركض بأسرع مايستطيع مما أدى إلى انفلات حذائه من قدمه لأنه كان قديما ممزقا وواسعا.
تعب صابر وجلس على الرصيف المحاذي لقصر كبير تحت احد أشجاره الباسقة الاانه وأثناء التقاط أنفاسه المتسارعه خرج رجل مهيب أنيق المظهر فاخر اللباس يدخن السيجار يرافقه سائق وحارس وقال له ماتفعل هنا؟؟؟ قال والله جلست للاستراحة قليلا وستغادر إن شاء الله قال له لماذا يااخي أنت حافي القدمين ، فشرح له ماجرى معه، فأمر سائقه بجلب حذاء جديد له من الفيلا ،وفعلا تم احضاراالحذاء الجديد فارتداه صابر فرحا مسرورا،وماكان من الرجل الطيب إلا أن أعطاه مبلغ من المال ليسد بعض احتياجاته الضرورية
لبس صابر الحذاء الجديد وسار مزهوا به متجها إلى بيته البسيط فسار بين الدخلات والازقه إلى أن وصل البيت فلاقاه أطفاله وزوجته وسألوه عن الطرد الغذائي فقال لهم لم يكتب الله لنا به وكتب لنا بغيره فالله لاينسى احد من فضله.
بعدها خرج الرجل إلى السوق ليشتري الخبز والسكر والشاي والارز والزيت والحمص والفلافل لان أسرته نامت ليلة البارحة بلا عشاء.
أثناء سيره في الشارع لاحظ سيارة التنفيذ القضائي متجهة إليه خاف وارتعب وارتجفت قدماه خوفا فهو مطلوب للقضاء بقضية إخلاء البيت وتراكم الأجور بقيمة ألف دينار .
فجـأة سمع الحذاء العجيب يقول له :لما ترتجف ذكرتني برجفة صاحبي الأول الثري وهو يرقص الديسكو على أنغام الموسيقى الصاخبة
فر إلى احد الأزقة الموحلة متواريا عن الأنظار وليختبئ عند دار شقيقته الارمله احتج الحذاء قال ماهذه الأحياء القذرة والنتنة والمملئة بالقمامة أنا معتاد أن أسير في القصور وعلى السجاد والبسط الحمراء واسهر في الملاهي والكباريهات ونتسوق في المولات ونزور الشواطئ والشاليهات خاصة بعد الحصول على احد الصفقات من العطاءات للحكومة او الشركات
دخل إلى بيت أخته الأرملة التي كانت تجلس وأبنائها على حصيرة ممزقة بلا مدفأة ولا أغطية
استشاط الحذاء غضبا زمجر طالب صابر ان يعتقه فهو لايقوى على حياة الفقراء البوساء في الأردن إذ أن الفارق كبير بين الطبقة المتنفذه البرجوازية والبسطاء
فما كان من صابر إلا أن خلع الحذاء العجيب ورماه بقوة في الحاوية لأنه أزعجه بكثرة الانتقادات وعمل الفوارق واشمئزازه من حياة صابر وعدم احتمالها.
سرعان ماتلقفه رجل مسكين فقير ينبش الحاوية فأخذه ليلبسه وليبدأ حياة أخري مع فقير آخر وكم من فقير وفقير في بلدي اه اه اه.ينتظرون الطرود المنتهية التي توزع في المناسبات والانتخابات البلدية والنيابية