حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,16 يناير, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 26930

حوارات بين المعلمين ..

حوارات بين المعلمين ..

حوارات بين المعلمين  ..

12-09-2015 09:58 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

النقاشات كثيرة في غرف المعلمين ؛ وأحيانا تجري بين معلم قديم ومستجد ؛ ومن خلال استماعي أو حتى مشاركاتي في بعض من هذه الحوارات والنقاشات ؛ لاحظت بأن القناعات بين المعلم القديم والجديد هي في الغالب متباعدة ...
وهذا الإختلاف طبيعي ، فتجارب الجيلين مختلفة ، والمؤثرات الفكرية والتربوية والحياتية التي تعرض لها الجيلين مختلفة .
المعلم القديم : يا أخي ؛ رغم أن رواتب المعلمين أفضل كثيرا” من السابق ، فاقبال وعطاء المعلم الجديد ليست كما كان سابقا” ! والدليل في هذه النتاجات التعليمة السيئة للطلاب !
المعلم الجديد : بالعكس ؛ دافعيتنا وعطاءنا ممتاز جدا ، ولكن الطلاب في هذه الأيام لا يريدون التعلم ! أما المخرجات التعليمية فهي لم تتراجع في المدارس فقط ، ولكنها متراجعة في الجامعات أيضا” ، وبالنسبة للرواتب ؛ فهي سابقا” أفضل من اليوم ، لان القيمة الشرائية للدينار الأردني كانت أفضل ، وكل شيء كان أرخص من اليوم ؛ فدونم الأرض الذي يساوي عشرون الف دينار في هذه الأيام ، كان ؛ وبحسب معلوماتي ؛ لا يتعدى الالف دينار في ثمانينات القرن الماضي !
المعلم القديم : لا تقل لي : إن الطالب لا يريد التعلم ؛ فالطالب لم يتعلم برغبته في يوم„ من الأيام ؛ ولكنه تعلم تحت الضغوط والمتابعة والشدة ... أما رواتب المعلمين في ثمانينات القرن الماضي فكانت حوالي ثمانين دينار للمعلم المستجد ، وكان يمكن للمعلم الأعزب توفير أربعين دينار من راتبه في تلك الفترة ؛ وإذا انتظر المعلم لكي يشتري الأرض وليبني بيت الزوجية وليجمع تكاليف ومتطلبات الزواج ، فهذه العملية ستأخذ من عمره عقدين من الزمان ! ولكنه إذا اختصر طريقه واستأجر بيتا” بعشرين دينار ثم تزوج فهو لن يوفر من راتبه شيئا ؛ وهذا الذي كان سائدا” في الغالب بين مجتمع المعلمين ؛ كان جلهم مستأجرين ومتزوجين ...
المعلم الجديد : تقول لي إن الطالب تعلم تحت الضغط والشدة ؛ يا سلام !!! هل يمكنني لمس طالب في هذه الأيام ، من سيحميني من المحاكم والشرطة ؟؟؟
والنسبة للرواتب ففي السابق كانت أبرك وأفضل ... إن رواتبنا اليوم بلا بركة ؛ وهي لا تعمر ولا تصمد أمام متطلبات الحياة الكثيرة !
المعلم القديم : لم تكن رواتبنا سابقا” أفضل ولا هي أبرك كما تدعي ؛ يا أخي ؛ اليوم يمكن لأي معلم مستجد شراء سيارة حديثة بتقسيط جزء من راتبه إلى البنوك وبسهولة ، ولكن في الزمان الماضي كانت الرواتب قليلة وشحيحة ؛ وكانت كلها مستهلكلة ، فالمعلم القديم لا يمكنه تقسيط شيء من راتبه للبنوك ؛ يا أخي ؛ ما هو المبلغ الذي يمكنك تقسيطه للبنوك من راتب لم يكن يتعدى الثمانين أو المئة دينار ؟! ... قبل عقدين من الزمان كان بعض المعلمين يركبون الدراجات الهوائية للقدوم فيها إلى المدرسة ؛ وشاهدت الكثير من مدراء المدارس ومن المعلمين وهم يركبون دراجات نارية أو سيارة فوكس فاجن قديمة للوصول فيها إلى المدرسة ... ولكن أنظرا الآن إلى ساحات مدارسنا ؛ إنها تعج بالسيارات الحديثة والتي اشتراها المعلمون عن طريق البنوك ... !
المعلم الجديد : وهنا تكمن المشكلة يا إخي ؛ فالسيارات والموبايلات ومصاريفها وكثير من المصاريف الأخرى ، غابت عن رواتبكم في الماضي البعيد ، فهي تعد توفيرا” لكم في تلك الفترة ، ولكنها اليوم ؛ ورغم استهلاكها اجزاء” كبيرة من رواتبنا ؛ أصبحت من أساسيات حياتنا ولا نستطيع الإستغناء عنها تحت كل الظروف !!!
وهنا يتدخل معلم جديد ويقول : يا أخوان ، دعونا نقلب هذه الصفحة ؛ وتعالوا معي لنناقش بروية سبب ضعف طلابنا الواضح في مادة اللغة الإنجليزية ؛ أنا برأيي لو جلبت الوزارة معلمين ناطقين باللغة الانجليزية لتدريس طلابنا اللغة الإنجليزية ، فإن مشكلة ضعف الطلاب باللغة الإنجليزية ستنتهي من جذورها ...
المعلم القديم : أرى بأن هذه المشكلة لن يحلها المعلم الناطق باللغة الإنحليزية كما تقول ؛ وإلا فما هو سبب الضعف الكبير في اللغة العربية عند أغلب طلابنا ، علما” بأن مدرسي اللغة العربية هم عرب ؟!!
وهنا يتدخل معلم جديد آخر ويقول : إنني أرى بأن الحل سيتحق إذا ركزوا على تدريس طلابنا اللغة الإنجليزية في مراحل الروضة ؛ وما قبل الروضة ؛ أي في التمهبدي والبستان ، فهي مراحل صفاء ذهني عند الأطفال ويمكن لهم استيعاب المعلومات وتعلم اللغات بسهولة ويسر ...
وهنا يتدخل معلم قديم آخر ويقول : يا أخوان ؛ في الماضي البعيد ؛ كان تعليم اللغة الانجليزبة يبدأ من الصف الخامس الإساسي ، وكان طلابنا يشتكون من الضعف الكبير في اللغة الإنجليزية ، ولكنهم اتقنوا لغتهم العربية في تلك الفترة على أقل تقدير ... وحين قررت الوزارة تعليم اللغة الإنحليزية ابتداء” من الصف الأول الأساسي ، وجدنا الطالب اليوم قد أضاع : العربية والإنجليزية معا” ... فأغلب طلابنا اليوم يشكون الضعف الكبير في اللغتين : العربية والإنجليزية ؛ فبحسب رأيي ؛ هذه المشكلة لا تتعلق بجنسية أو شخصية أو حتى شهادة المدرس ، وهي لا ترتبط بعدد سنوات دراسة الطلاب للغة الإنجليزية أو العربية في المدارس ، ولكنها تتلخص في عدم فعالية الوسائل المتبعة في تدريس اللغات في مدارسنا . وكذلك لا بد لنا من مضاعفة الجهود المبذولة خلال المرحلة التعليمية التأسيسية الأولى ؛ لانها المرحلة الأهم والأخطر في تعليم الطالب ...








طباعة
  • المشاهدات: 26930
برأيك.. هل تسعى "إسرائيل" لتقسيم سوريا إلى كانتونات بحجة ضمان أمنها من تهديدات الفصائل المسلحة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم