13-09-2015 03:52 PM
بقلم : د. طارق ابو تايه
في خضم المناقشات والمؤتمرات الحوارية والجلسات البرلمانية التي تعقد لمناقشة قانون الانتخاب الجديد لنا وقفه في هذا الاتجاه بخصوص دوائر البدو.
في البداية لا بد من الإشارة إلى أنّ المجتمع البدوي ( بدو الشمال ، بدو الوسط ، بدو الجنوب) جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الأردني لهم إرثهم التاريخي المجيد المليء بالانجازات والبطولات التاريخيه على امتداد تاريخ المملكة الاردنية الهاشمية؛ فقدموا الغالي والنفيس وبذلوا المهج والأرواح في سبيل بناء أردناً الحبيب.
ولقد حظي أبناء البادية بجل اهتمام ورعاية الهاشمين منذ تأسيس إمارة شرق الأردن وحتى عهد مليكنا المفدى الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي يقف دوماً إلى جانبهم يلتمس حاجاتهم ويعرف معاناتهم كأنه يعيش بينهم ويتطلع دوماً لتنمية مناطق البادية والتي تعتبر من أكثر المناطق فقراً وبطالةً ومعاناة وعلى الرغم من ذلك فإن لأبناء البادية إرادة قوية للمساهمة بفاعلية في الحياة البرلمانية ولأجل هذه المعاناة جُعل لمناطق البادية ميزة وخصوصية في التمثيل البرلماني تختلف عن باقي محافظات المملكة حيث وضعت دوائر البدو في مسودة قانون الانتخاب الجديد لعام 2015 م ضمن دوائر مغلقة لا يدخلها من هم ليسوا من أهلها حفاظاً على وجودهم الدائم في البرلمان.
ولذلك نثمن ونؤيد ما جاء في قانون الانتخاب الجديد بخصوص دوائر البدو المغلقة ونسجل لحكومة عبدالله النسور موقفاً مشرفاً على إصرارهم بالمحافظة على حقوق وامتيازات مناطق البدو.
ولقد سمعت أصواتاً تنادي بجعل دوائر البدو مفتوحة رغبةً منهم في تحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة العامة لأبناء البدو حتى يكون لهم الحق بالترشح في دوائر أخرى، ألهذا الحد وصل بنا الأمر بأن نساوم على مصالح أبناء جلدتنا من أجل إشباع رغباتنا الأنانية، فالحكومة تعمل جاهدةً للمحافظة على مقاعد البدو وهم يريدون إدخال أناس ليسوا من أبناء البادية ليمثلوا البادية ويجتثوا مقاعدهم من أصولها.
وكأن لسان حال الحكومة يقول " قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر " فلا يقف على هموم البادية إلا من يقطن بينهم ويلتمس معاناتهم ويتابع كل صغيرة وكبيرة، لا من ينتسب إليها إسماً ولم يعش هموم أبناء البادية ولم يسمع بها من إلا من خلال وسائل الأعلام فالجرح لا يؤلم إلا من كان به الألم.
وإننا لا نغفل بأن هناك رموز وطنية من أبناء البادية الأردنية حظيت بوجودها على مستوى الاردن، ولكن هذا ليس مبرراً لأن تكون دوائر البدو مفتوحة فالقاعدة الفقهية تقول " النادر لا حكم له ".
نعم نريدها دوائر مغلقة لتدوم لنا ولنخرج واحد منا عاش معنا وشعر بهمومنا ومآسينا، ولسنا بحاجة لهؤلاء الذين لا نرى منهم إلا جحوداً وانكاراً للبادية ويصلون إلى مبتغاهم على حساب ابناء البادية فهم لا يمثلون إلا أنفسهم . حفظ الله لنا باديتنا وأردناً الحبيب